اليوم تقيم وزارة الخارجية تأبينا لوزير الخارجية السابق أحمد ماهر السيد الذي رحل عن عالمنا قبل أسابيع في لحظة من لحظات العام المحزنة، لاسيما علي قلب كل من عرف وتعامل مع هذا الرجل المحترم عن قرب. وصحيح أن مناسبة اليوم وإن كانت تحمل شعار وزارة الخارجية في إعطاء أحد ابنائها حقه، فإن خلفياتها تحمل علاقة من نوع خاص ما بين وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير ماهر، ويكفي أن تقرأ مقالات الوزير أبو الغيط حول تجربته العملية في سنوات الحرب والسلام لتستشف ما أتحدث عنه.. تجد أبو الغيط لا يذكر أي شيء يخص ماهر إلا ويصفه بأنه الصديق والرفيق، وذات مرة كتب «نصيري» أحمد ماهر عندما تحدث عن دبلوماسي سعي لمنع انضمام أحمد ماهر لمجموعة العمل الخاصة بالتحضير لمؤتمر مينا هاوس عقب زيارة الرئيس السادات للقدس ورغم أن أبو الغيط بدماثة خلقه المعهودة رفض ذكر اسم هذا الدبلوماسي في المقال، الا إن ذاكرة الخارجية تذكره بالاسم.. كان أحمد ماهر - رحمه الله - أب بمعني الكلمة، لم يرزق أبناء، تشرفت بمعرفته عن قرب كان مبادرا بالاشادة وبالتوجيه وبالانتقاد أيضا.. ولا أنكر أنني أفتقده بشده وغلبتني دموعي عندما علمت نبأ وفاته ،ولكن تلك سنة الحياة التي يتنافي الدوام مع فلسفتها، وتبقي القيم والأخلاق خير خلف لأصحابها الكرام.