حالة جديدة من الغضب شهدتها أروقة حزب الجبهة، اعتراضًا علي العلاقات المتنامية التي يشهدها الحزب بين قياداته، والنواب الخاسرين في المعركة الانتخابية الأخيرة، وقيادات الجماعة المحظورة قانونًا، والمعروفة باسم «الإخوان» . وكانت نقاشات متعددة قد دارت بين قواعد الجبهة وقياداته التنظيمية لتقنين تعاملات الحزب مع الكيانات غير الشرعية، ورفض قرارات القائمين علي الحزب الداعية لفتح مقراته لجهات وفصائل غير قانونية، كان آخرها ما أعلنه رئيسه أسامة الغزالي حرب عن استضافته فاعليات ما يسمي ب«البرلمان الموازي». وأكدت قيادات بالمحافظات، أن هناك قرارًا بعدم التجاوب مع تلك الأمور وهذه الكيانات غير الشرعية يتبناه قيادات بالحزب بخلاف ما يقرره القائمون عليه، خاصة أن مصير هذا البرلمان قرين بالفشل، ولما لذلك أيضًا من تأثير سلبي علي وضع الحزب وكونه قد اتخذ قرارًا مسبقًا برفض العملية الانتخابية برمتها، متسائلين: ما الداعي - إذًا - لمثل هذه القرارات والتعاون غير المبرر مع نواب قد فشلوا في المعركة الانتخابية؟! بينما ذهب فريق آخر إلي أن هذا القرار خرج نتيجة اجتماع للمكتب التنفيذي للحزب الأحد قبل الماضي في توقيت مواز للوقفة الاحتجاجية التي نظمها نواب المعارضة والإخوان السابقون أمام مجلس الدولة وبالتالي تقدم رئيس الحزب د. أسامة الغزالي حرب بعرض فتح مقرات الحزب لخدمة فعاليات البرلمان غير المعترف به قانونًا. وهو الأمر الذي جعل العديد من قيادات المحافظات في حالة تحفز واستنفار للانتهاء من إجراءات الانتخابات الداخلية، والتي تبدأ في يناير القادم لتصحيح بعض الأوضاع غير المرضي عنها داخل الحزب، وذلك انتظارًا لقرارات المؤتمر العام في مارس من العام المقبل. وفقا للقيادات الغاضبة، فإن الجبهة فضل الابتعاد عن العمل المشترك بشكل حقيقي مع أمثاله من الأحزاب الأخري مرتميا في أحضان التيارات والقوي السياسية الأخري والتي هي بالتبعية تفتقد الشرعية. والنماذج المدللة علي موقف الجبهة كثيرة منها جولات أسامة الغزالي المكوكية مع د.محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفتحه مقر الحزب لعناصر جمعيته. الأمر الذي تم تفسيره وكأنه دعوة من الغزالي لملء مقراته الحزبية سواء المقر المركزي أو مقرات المحافظات بعد أن هجرتها قيادات الحزب إذ يخلو المقر من أبنائه أو قياداته التي لا تحضر إليه باستثناء بعض اللقاءات التي تنظمها التيارات الأخري بمقر الحزب وهو ما يدفع بعض قيادات الجبهة للتواجد داخله في أحيان قليلة. فتح أبواب الحزب علي مصراعيه أشبه بطريقة تسول الحزب سياسيا لمن يعوض فراغه السياسي. وفي مقابل هذه السياسات التي تمزج بين حب «الشو» واستدرار التعاطف مع الحزب لم يجن الجبهة من سياساته أي ثمار جيدة، إذ لم يشارك في الانتخابات وخرج من ائتلاف المعارضة الرباعي وهو ما جعل الحزب لم يكتسب أي أرضية شعبية بين الجماهير في حين يرتمي الحزب في أحضان القوي غير الشرعية. وفي سياق آخر، حسمت أمانة الحزب بمحافظة المنيا نتيجة انتخاباتها الداخلية بالتزكية، إذ أسفرت النتيجة عن الإبقاء علي أمين المحافظة الحالي علاء عبدالخالق و4 أعضاء آخرين، كممثلين عن المحافظة خلال المؤتمر العام المقبل.