لم تنجح حركة الاتصالات والمشاورات التي نشطت خلال اليومين الأخيرين في تأمين التوصل إلي مخرج حول ملف «شهود الزور»، علي طاولة مجلس الوزراء اللبناني أمس الأول، ما اضطر الرئيس ميشال سليمان إلي رفع الجلسة، بعد حوالي الساعة ونصف الساعة. وأشار وزير الإعلام، طارق متري، إلي أن سليمان شدد علي أهمية التهدئة الداخلية، مؤكداً «أننا لن نعتبر الانسحاب من شمال قرية الفجر، إذا تم، تنفيذًا للقرار 1701». وأكدت مصادر وزارية في «8 آذار»، في تصريحات صحفية، أن النقاش «اتسم بالجدية، رغم التباين في وجهات النظر»، مشددة علي أن «أجواء الجلسة كانت هادئة، علي الرغم من حالة التشنج لدي دخول الوزراء إلي الجلسة». وأعربت المصادر عن اعتقادها أن «الأمور تراوح مكانها، لأن لا وجود لأرضية اتفاق علي أي ناحية في ملف شهود الزور، لا من الناحية السياسية أو القانونية». من جانبه، رأي عضو كتلة المستقبل، النائب جمال الجراح، أن «أخذ البلد إلي التوتر قبل صدور القرار الاتهامي، لا يؤثر علي عمل المحكمة الدولية»، مؤكدا، في تصريح أمس الأول، أنه «ليس هناك ملف اسمه شهود الزور، فهذا الملف فارغ، وعندما يتم تكوين ملف بهذا الشأن، يمكن الحديث عن الموضوع وبحثه». إلي ذلك، أكد عضو تكتل «لبنان أولاً»، النائب عقاب صقر، في تصريح أن «رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لم يرفض اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري، بل قال بما أننا أمام مشكلة قانونية فإن مجلس الوزراء يفترض أن يلجأ إلي هيئة الاستشارات العليا، طالما هناك عجز عن إيجاد وجهة نظر قانونية متفق عليها». في سياق متصل، أكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أمس، في خطاب ألقاه في حشد من أنصاره، أن ما اسماه «مؤامرة المحكمة الدولية» المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، التي تستهدف حزبه، «ستذهب أدراج الرياح»، مجددا رفضه «أي اتهام» لحزب الله بارتكاب الجريمة. وكان نصر الله، في خطاب له أمس الأول، قد دعا الدولة اللبنانية إلي تحييد نفسها في المواجهة بين حزب الله وبين المحكمة الدولية، مقترحا «صيغة» تقضي بأن يخرج لبنان الرسمي والسياسي والشعبي» من موضوع المحكمة، مضيفا «اتركوا الموضوع بيننا وبينهم، ونحن قادرون علي المواجهة (...)، اتركوا المشكلة بيننا وبين المحكمة الدولية ونحن نواجه، نحن وإياهم نتحاسب». من جانبها ذكرت صحيفة اللواء اللبنانية أن هناك مخططا يتولاه حزب الله عن التسلح في القري السنية في مناطق البقاع الأوسط، لنقل الصراع إلي ملعب الفريق الآخر، فيما لو ساءت الأحوال، وإعطائه عناوين مزيفة، كقناع لحقيقة النزاع المتعلق بالمحكمة الدولية. من ناحية أخري، أعلن الجيش اللبناني أمس الأول تفكيك «منظومتي تجسس» إسرائيليتين مزروعتين علي قمتي جبلين تهدفان إلي تصوير وتحديد «أهداف أرضية»، مشيرا إلي أنه حصل علي المعلومات في شأنهما من حزب الله.