عرض داليا طه أصدر طبيبان نرويجيان هما مادس جيلبرت وإيريك فوس كتابًا بعنوان «عيون في غزة» نشر أولا في أوسلو ولقي إقبالا منقطع النظير، ثم صدر بالإنجليزية عن دار «كوارتيت» في لندن.يروي الكتاب بتفصيل طبي دقيق مجريات العمليات الجراحية في مستشفي الشفا الغزاوي خلال العدوان الإسرائيلي خلال العامين الماضيين. في مقدمة الكتاب يذكر الطبيبان رفضهما القاطع لذر الرماد في العيون من باب تسمية الاشياء بغير أسمائها، فالضفة الغربيةوغزة، بالنسبة اليهما، في الجغرافيا هي فلسطين. المستوطنات ليست سوي مستعمرات، والمستوطنون محتلون، وجيش الدفاع الإسرائيلي هو القوات المسلحة الإسرائيلية، أما «الإرهابي» فمناضل أو مقاتل. يشغل مادس جيلبرت منصب رئاسة مركز الطوارئ الصحية في جامعة شمال النرويج وهو بروفيسور مادة الجراحة الميدانية في الجامعة نفسها وواحد من ابرز الأطباء الدوليين المهتمين بقضية فلسطين. اما إيريك فوس الاختصاصي في جراحة القلب فهو أستاذ الجراحة في جامعة أوسلو والمدير العام لجمعية «نورواك» ذات الاهتمام التطوعي إضافة الي شغله البحثي - التقني في الحلف الأطلسي. وكان فوس احد الأطباء الأوروبيين الذين تطوعوا للعمل في لبنان خلال الاجتياح الإسرائيلي 1982 . وصل الطبيبان الي غزة من مصر أواخر عام 2008 ضمن فريق طبي معظم أفراده نروجيون، وعملا علي مدار الساعة في ما لا يقل عن عشرين جراحة يومياً. لكنهما لم يغفلا إفادة العالم بما تفعله إسرائيل عبر التلفزة والأقمار الاصطناعية وتصوير كل جراحة بدقائقها. وتحتشد صفحات الكتاب بالصور المأخوذة خلال الجراحات أو بعدها مباشرة ولهذا وجه انتقادًا حادًا للكتاب واتهمه البعض بأنه ترويج دعائي ضد إسرائيل ومن جهة اخري يجري التعتيم علي محتوي الكتاب وصدقيته.