يجب ألا يمر غياب نجوم السينما الشباب عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لهذا العام مرور الكرام، بل يجب أن توضع ضوابط لهذا التدهور والانهيار والإهمال في التضحية بجميع سبل الانتماء، لأن حضور المهرجان من قبل أبناء البلد من فنانين ليس تشريفاً بل تكليف. فكيف لأم أن تحتفل «بعيد الأم» دون أن يلتف حولها الأبناء؟ وكيف لمهرجان السينما أن يقام في القاهرة في ظل غياب النجوم؟ في الماضي كانوا يقولون إنهم مشغولون بالتصوير والبعض الآخر كان يتظاهر بالمرض والإعياء، ولكن هذا العام لا يشفع لأحد أن يدير ظهره للمهرجان، ولابد من تدخل حاسم من قبل نقابة المهن التمثيلية، وأنا ادعو لإجراء تحقيق عاجل مع كل من تخلف عن حضور المهرجان، ومعرفة الدوافع والأسباب، لأن الجميع قد وصلتهم دعوات من المهرجان بعلم الوصول، وإذا كان الفنان لا يعمل لمصلحة بلده ، فلمصلحة أي بلد يعمل؟ أين كريم عبد العزيز وأحمد السقا وأحمد حلمي ومحمد هنيدي ومني زكي وياسمين عبد العزيز وزينة، وهند صبري؟ قائمة طويلة أخري تتضمن منة شلبي وغادة عبد الرازق وسمية الخشاب، لابد أن يتم تعليق عضوية هؤلاء النجوم في النقابة إذا ما ثبت أي تقصير من جانبهم، عندما تهرب فنان من أداء الخدمة العسكرية.. تباري الجميع في الهجوم عليه، بينما يتهرب كل هؤلاء جميعاً من الخدمة الفنية - التي هي صلب عملهم - وهي في نظري أكثر بشاعة، لأن الجحود أفظع من الخطأ والنسيان. إن حضور المهرجان واجب وطني حتي لا يترك جسد الأمة نهباً للأقلام والانتقادات المعادية فمصر لها ريادتها ومكانتها، وماذا لو قررت وزارة الثقافة وقف التصاريح الخاصة بالتصوير لهؤلاء النجوم وإغلاق المواقع الأثرية في وجه الكاميرات، ومصادرة الأفكار ورفض السيناريوهات، نحن في بلد يتمتع بحرية التعبير، لا تقييد للفنون وليت السابق ذكرهم يدركون أن مصر هي التي صنعتهم ولن تقبل بأن تلقي جزاء «سنمار».. وعلي د. أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، ورئيس اتحاد النقابات العربية أن يتخذ الإجراءات اللازمة للتحقيق مع النجوم المقاطعين للمهرجان، فمن لا يرضي بمصريته.. فليترك نقابتها.. فمصر لا تعترف إلا بأبنائها الأبرار.