عاد القاص إيهاب عبد الحميد لكتابة القصة القصيرة، التي كان قد بدأ حياته بها، قبل أن يتجه مؤقتا للرواية والترجمة، ليتم إعلانه مساء الاثنين الماضي فائزا بجائزة يوسف إدريس في مجال القصة القصيرة، في عامها الرابع وقدرها 25 ألف جنيه، عن مجموعته " قميص هاواي"، الصادرة عن دار "ميريت". بدأ عبد الحميد الكتابة بمجموعته القصصية الأولي "بائعة الحزن" عام 1998، وذهب للرواية فقدم لنا "عشاق خائبون" عام 2005، ومنها للترجمة فقدم لنا؟ "قصة الجنس عبر التاريخ" عام 2008، قبل أن يعود للقصة القصيرة مرة أخري، في مجموعة حملت شخصيات هامشية ومركزية، مثقفين وأغنياء ومسجونين، وآخرين مأزومين، تركوا عالمهم إلي رحابة العالم الخيالي. عبد الحميد الذي لم تسمح له الفرحة بأكثر من أن يقول لنا: لم أستبعد فوزي بالجائزة، وكوني أحصل علي جائزة ملك القصة القصيرة المتوج يوسف إدريس فهذا شرف لي، وكان قد قال لنا في حوار سابق مع "روزاليوسف": لا يدهشني التنقل بين الأجناس الأدبية المختلفة، بل ولا يدهشني التنقل بين الفنون المختلفة، يجب أن يكون الإنسان حرا في التعبير، وللعلم أنا أعمل منذ سنوات علي رواية ضخمة.. ادعيلي! وقال أيضا عن مجموعته القصصية الفائزة: الناشر محمد هاشم كان له رأي آخر في اسم المجموعة، وفي "قميص هاواي" هناك شخص يهرب من العالم إلي عالم آخر، لا يحاول إصلاحه، وإنما يهرب إلي بديل، وعندما يأتيه البديل لا ينتمي إليه، ربما كانت تلك الفكرة محورية في عدد من القصص. وأضاف: لا أري أنني أقحمت السياسة في المجموعة، لكن قناعتي الخاصة عن الكتابة السردية، تلك القناعة التي تطورت عبر سنوات، تسمح لي بالثرثرة أحيانا، لم أعد أنظر إلي القصة القصيرة باعتبارها فنا شديد التكثيف، لم أعد أنظر إلي السرد عموما باعتباره بناءً دقيق الصنعة، بل حقلا رحبا فضفاضا يسمح ببعض الشطحات و"الرغي". وفي حفل تسليمه للجائزة، أعلن الروائي خيري شلبي، مقرر لجنة القصة التي تنظم الجائزة، أنه تقدم إليها 36 مجموعة قصصية، معظمها من مصر وقليل منها من العالم العربي، وقال في حيثيات فوز عبد الحميد بها: نصوصه تحمل موقفًا احتجاجيا من العالم عبر التندر عليه والسخرية منه، وهي حافلة بعبثية الحياة وعدميتها، وصاحبها يجمع بين الحقيقة والخيال ويدعو إلي طرح التصورات عبر خلخلة المعتاد والمألوف. يذكر أن جائزة "يوسف إدريس" تنظم للعام الرابع، وكانت قيمتها المادية في دورتها الأولي 10 آلاف جنيه، تمت زيادتها بداية من الدورة الثانية لتصبح 25 ألفا، وفاز بها العماني سليمان المعمري، والمصري محمد إبراهيم طه، والسوري سامر الشمالي، علي الترتيب.