لأكثر من ستين عاما، والإعلام الغربي يكرس صورة الشرق الأوسط كمنطقة تحتدم فيها مظاهر الحرب والقمع. وذلك علي الرغم من نجاحات فرص نزع السلاح التي قام بها السادات ورابين وتكبدا من أجلها المخاطر ومنها المخاطرة بحياتهم، من أجل تحقيق تقدم علي طريق لا نهائي للسلام. هذا الكتاب هو "قصة حياة" يؤرخ للجهود التي بذلتها وتبذلها بعض القيادات العربية من خلال الدبلوماسية السرية لتطويع الرأي العام وإقناعه بالنتائج طويلة المدي للسلام. وعبر وثائق عديدة بجميع اللغات وبمعاونة عدد من اللاعبين في المنطقة معظمهم من العرب، يعد هذا الكتاب كشفا كاملا للرؤي غير المتوقعة. تقول المؤلفة: "الأمر يتطلب اثنين لصنع السلام، أن يكون للطرفين اتجاه موات للسلام". المؤلفة هي دينيز آمون صحفية فرنسية من أصل لبناني وكبيرة المراسلين الفرنسيين من مصر، والكتاب بعنوان "العرب والسلام: بين الحرب والدبلوماسية 1977 - 2010"، وهو بمثابة رواية معايشة للجهود المبذولة من قبل عدد من الزعماء العرب استطاعوا من خلال دبلوماسية خفية أو متكتمة دفع آرائهم بخصوص السلام إلي الأمام علي ساحة العمل العام. وتؤكد آمون - من خلال التذكير بأن السلام لا يتحقق من طرف واحد - أن هنالك عند العرب ومنذ زمن بعيد تيارا يرحب بالسلام. تحذر آمون في كتابها من تعطيل مفاوضات السلام، لأن ذلك في رأيها يفيد إسرائيل ولا يفيد العرب في شيء. وكشفت عن مقابلات سرية كان الزعيم الراحل ياسر عرفات قد أجراها مع الإسرائيليين لتحقيق السلام، إلا أن كل محاولاته كما تقول باءت بالفشل. تدويل الأماكن المقدسة والسماح لليهود والمسيحيين والمسلمين بالتواجد فيها دون قيود، هي من أبرز شروط حل المشكلة الفلسطينية من وجهة نظر آمون.