محافظة الإسكندرية هي كبري محافظات مصر والعاصمة السياسية الثانية، خرجت من معركة الجولة الأولي لانتخابات الشعب بلا معارضة، فلم يفز أي من المعارضين في الجولة الأولي بمقعد من 22 مقعدا تنافس عليها مرشحو جميع التيارات السياسية والمستقلون ب11 دائرة انتخابية عامة ودائرتين للكوتة تنافس عليها المرأة علي 4 مقاعد. وفي حلقة جديدة من المعارك الانتخابية البرلمانية بالمحافظة هزم مرشحو جماعة الإخوان المحظورة لتفقد بذلك 8 مقاعد شغلتها نواب الجماعة، إضافة لمقعد شغله النائب المستقل كمال أحمد زعيم كتلة المستقلين بالبرلمان سابقا. وجاءت انتخابات 2010 الأشرس في تاريخ الانتخابات البرلمانية بالمحافظة، حيث احتدمت المنافسة بين الإخوان والوطني، التي استخدم فيها حزب الأغلبية جميع الأسلحة الجماهيرية والقانونية فبدأ المعركة بالإطاحة ب5 من مرشحي الإخوان باستبعادهم من كشوف المرشحين لافتقادهم لشروط الترشح، فيما دفع الوطني بقوة بمرشحين من العيار الثقيل أمثال اللواء عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية، الذي أطاح بصبحي صالح عضو الكتلة البرلمانية للإخوان بالبرلمان بالدورة الماضية، ود.مفيد شهاب وزير الدولة للشئون البرلمانية والقانونية في دائرة الرمل، فيما فشل حمدي حسن المتحدث الرسمي باسم كتلة الإخوان في الدورة الماضية بمنيا البصل، بينما تمكن محمود عطية عضو الكتلة البرلمانية السابق من دخول جولة الإعادة بدائرة كرموز وبذلك تراهن المحظورة عليه وبفشله في الجولة الثانية تخلو المحافظة من النواب المعارضين خاصة مع رسوب بشري النمر مرشحة الجماعة علي مقعد الكوتة. الهزيمة لم تلحق بالمحظورة وحدها بالإسكندرية بل ألمت ب65 مرشحا يمثلون 12 حزبا معارضا علي رأسها الوفد والتجمع والناصري والاتحادي الديمقراطي والمحافظين والجمهوري الحر وشباب مصر والجيل الديمقراطي. بينما حصلت المعارضة والمستقلون بالإسكندرية علي 8 مقاعد في عام 2000 منهما مقعد لأبو العز الحريري القيادي السابق بحزب التجمع و3 مقاعد للجماعة المحظورة و3 لمستقلين. وفي 1995 فقدت المعارضة جميع مقاعدها باستثناء مقعد شغله المستقل كمال أحمد صاحب التوجهات المعارضة والذي قاد المستقلين بالبرلمان ومقعدين للوفد بينما فشلت باقي أحزاب المعارضة في الحصول علي مقاعد بالإسكندرية. وفي 1990 كانت مقاطعة الأحزاب المصرية باستثناء التجمع للانتخابات اعتراضًا علي إجراء الانتخابات بالقائمة النسبية سببًا في ضعف المنافسة. ورغم أن الانتخابات في عروس البحر المتوسط دائمًا تكون أكثر سخونة علي مستوي الجمهورية إلا أن المؤشرات الأولية كانت تؤكد تراجع عدد مقاعد المعارضة خاصة بعد أعمال العنف التي قامت به الجماعة المحظورة، وهو ما أدي إلي تراجع شعبيتها في الشارع إلا أن اللافت كان خروج جميع أصوات المعارضة غير أن بعض الخبراء يتوقعون حصول المعارضة بالإسكندرية علي مقعدين من أصل ثلاثة مقاعد يتم الإعادة عليها وهم مرشح للتجمع وآخر للجماعة المحظورة وثالث مستقل علي مبادئ الوفد. وقال أبو العز الحريري قيادي التجمع بالإسكندرية إن الانتخابات شابها عدد من التجاوزات إلا أن الإخوان تراجعت شعبيتهم في الشارع السكندري. ورفض كمال أحمد زعيم المستقلين السابق التعليق مؤكدًا أنه اعتزل الحياة السياسية بعد خسارته في الانتخابات البرلمانية.