صحيح أننا لم نكن بحاجة إلي تسريبات موقع ويكيلكس الأمريكي كي نتأكد من وطنية الموقف المصري الذي صاحب الحرب الإسرائيلية علي أهلنا في غزة نهاية العام قبل الماضي، ولكن البرقية الدبلوماسية التي كشف عنها الموقع الأمريكي تستحق التوقف أمامها لنذكر ونستذكر ما حدث معنا في هذه الأيام الصعبة تلك البرقية حملت تأكيداً من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود بارك من أنه قابل رفضا كان يتوقعه من قبل مصر وحركة فتح علي عملية الرصاص المسكوب التي قام بها الجيش الإسرائيلي. وحسب نصها الذي تداولته وسائل الإعلام أمس الاول الاثنين فإن وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك أبلغ وفداً من الكونجرس عام 2009 أن إسرائيل أجرت اتصالات مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل شن عملية «الرصاص المصبوب».. وأن باراك أوضح للوفد أن الحكومة الإسرائيلية أجرت مشاورات مع مصر وفتح وسألتهما إن كانتا علي استعداد للسيطرة علي قطاع غزة بعد هزيمة حماس. وأوضحت الوثيقة أن باراك تلقي رداً سلبيا، وهو أمر غير مستغرب.. وأن باراك انتقد ضعف السلطة الفلسطينية وعدم ثقتها بنفسها. هذا الكلام يجعلنا نستعيد ما جري في هذه الحرب والمحاولات المسمومة لتشويه مصر وطعنها في عروبتها وقوميتها التي لايعرف من هاجموها منها شيئا، عندما اتهمنا لوبي إيران في مصر والمنطقة بأننا متحالفون مع العدوان وخرج علينا مفسد لبنان حسن نصر الله ليحرض أبناء الوطن علي قيادته.. وأدوار قذرة كثيرة كانت تحاول ليل نهار النيل من كل ما هو مصري ولكن لم يمر أقل من عامين إلا وانكشفت الحقائق التي نزفها لهم والتي لا تخرسهم وحدهم بل تعد أبلغ تكذيب للكاذب بدرجة رئيس جورج بوش الذي أسهب في كذبه وأوهامه محاولاً تلفيق اتهامات لمصر فيما حدث للعراق. ويفرض السؤال نفسه عن الوقت الذي تكشف فيه وثائق تزيل ورقة التوت عن مدعي العروبة وأشباه العرب الذين يعيشون حولنا ويصدعوننا بشعارات ضحكوا بها علي أنفسهم قبل أن يضحكوا بها علي شعوبهم.