أكدت الكاتبة الصحفية الفرنسية دونيز آمون أن قطاعا كبيرا من الرأي العام الأوروبي لديه قناعة بأن العرب لا يرغبون في السلام مع إسرائيل، وهذا ما دفعها لتأليف كتابها "العرب والسلام بين الحرب والدبلوماسية: 1977- 2010" الذي احتفلت بتوقيعه في المركز الثقافي الفرنسي مؤخرا، كي تثبت العكس عبر رصد المحاولات العديدة التي قامت بها الدول العربية وفي مقدمتها مصر، وضيعتها إسرائيل، بشروطها التعجيزية، وأسس غير منطقية في المفاوضات. قالت دونيز: إسرائيل لا يمكن أن تعيش في حالة حرب دائمة، و لا يوجد تشابه أو وجه للمقارنة بين ما يحدث اليوم وبين الحملات الصليبية، كما يحلو للبعض أن يشبه الأوضاع، بعض الكتاب تنبأوا بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، وكتبوا هذا علي أغلفة كتبهم، كي يروجوا لكتبهم، و يحظون بنسبة توزيع أكبر، ولكنها رؤي متشائمة إلا أنها غير صحيحة. وأكملت: أوباما يريد السلام، ولكنه مكبل اليدين من قبل اللوبي اليهودي "الصهيوني"، ومع ذلك، السلام سيتم ولكن بخطوات صغيرة، فلا يمكن أن تفرض الولاياتالمتحدة الحل علي إسرائيل، فسياسة الولاياتالمتحدة تقول سوف نساعدكم ولكن لن نفرض عليكم مكانكم. وأضافت: لا أستطيع ان أقول متي سيكون هناك سلام، ولكن الأطراف جميعا تبدي رغبتها في السلام، ولكن الحيلة اليوم هي "أي سلام؟" لو كان علي حساب الفلسطينيين فهو مرفوض، واليوم العالم ككل، والعرب والأمريكان باستطاعتهم أن يضغطوا، ولكن مَنْ يضغط؟ هذا هو السؤال الذي قد يخلصنا من معاناة عمرها 60 سنة، الإبقاء علي الوضع الحالي ليس في صالح فلسطين، مع معدل الاستيطان الحالي لن يكون هناك أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، اللهم إلا إذا قامت الدول العظمي بتطبيق قرارات مجلس الأمن. وأكملت: ما يدور في الأرض المحتلة ليس حرب أديان، ويمكن التعامل مع الأماكن المقدسة بتدويلها، كما سبق أن اقترح الرئيس الأمريكي ترومان، فالمسيح والمسيحيون عاشوا هناك، ومن هناك عرج الرسول إلي السماء، يجب أن نحترم حقوق الأماكن الدينية، وإذا تم التدويل فسوف يتم حل أزمة القدسالشرقية. وأبدت دونيز تعجبها من عدم انتباه الفلسطينيين لمواضع مصلحتهم بقولها: إذا ما سردنا تاريخ المفاوضات، خاصة تلك التي تمت بين شيمون بيريز، وياسر عرفات، لوجدنا أن اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل كان سابقة لافتة، ولم يطلب الفلسطينيون تجميد المستوطنات خلال مفاوضاتهم مع الجانب الإسرائيلي.