جاءت إلي برخت المنية وهو في ألمانياالشرقية، لكن مسرحياته عاشت وكان أكثر من برع في الإخراج المسرحي لأعمال برخت هو «أرون بسكاتور» كنت أتابع كل مسرحية يخرجا «بسكاتور» وكنت عضوا في الجمعية الألمانية للمسرح في هنوفر وأحصل علي تذاكر مجانية أو المخففة لكثير من الحفلات سمعت عن عمل جديد لكاتب ذي جرأة غير عادية يعالج مواضيع أكثر من شائكة وتلمس أشخاصًا علي قيد الحياة أو لهم سلطة كبيرة حقيقية وليست مجرد شخصيات تاريخية ماتت ولم يعد لها حول ولا قوة يستطيع كل قزم أن يلقي عليها الأحجار دون أن تستطيع أن تدافع عن نفسها من القبر، وهو ما نراه أحيانا للأسف الشديد في مصر عندما يهاجم عظماء مصر من أقل الأشخاص شأنًا في تاريخ مصر. كان اسم هذا الكاتب المسرحي الجديد هو «رولف هوخهوت» وهو ما زال حيًا يرزق وإن كانت الضجة حوله التي استمرت عشرات السنين قد قلت كثيرا. كتب «رولف هوخهوت» مسرحية اسمها «النائب» أثارت ضجة كبيرة.. «النائب» هو اسم كناية عن البابا في الفاتيكان.. وكان يقصد بذلك البابا بيوس الثاني عشر. المسرحية تتهم البابا بيوس بكل وضوح بأنه تواطأ مع النازية وهتلر وقرر السكوت عن محرقة اليهود في ألمانيا وبولندا وغيرها من البلاد التي وقعت تحت نار الاحتلال النازي. الموضوع كان خطيرًا.. البابا زميل لهتلر في الهولوكوست أو المفجعة. قلت كل هذا لصديقي البولندي ولكن لم تكن هذه هي القصة الأساسية. القصة الأساسية للحديث مع الأستاذ الدكتور توماس كابتانيك كانت عن المسرحية الشهيرة الثانية لنفس الكاتب واسمها «الجنود» وعرضت في عام 1967 أي بعد أربعة أعوام عن مسرحيته الشهيرة الأولي عن البابا بيوس وتواطؤه مع النازية علي يهود أوروبا. كان موضوع المسرحية الجديدة قنبلة من العيار الثقيل إذ ادعي الكاتب بكل قوة ووضوح أن هناك أدلة دامغة علي أن الذي اغتال الرئيس البولندي فلادسلاف سيكورسكي لم يكن النازيين ولم يكن حتي ستالين، ولكنه كان رئيس وزراء إنجلترا وبطلها الأكبر والأشهر «ونستون تشرشل»، لكن هذه قصة أخري.. فإلي الغد.