حظيت الندوة التي نظمها اتحاد الشباب التقدمي بحزب التجمع، لمناقشة ديوان "سفر الأنبياء" بحضور واهتمام من جانب شباب الشعراء، الذين انتهزوا فرصة مناقشة ديوان صديقهم أحمد عبد الجواد ليؤكدوا أنهم يريدون أن يجدوا لأنفسهم رؤية جمالية تجمعهم، ويتفقون عليها، مؤكدين أنهم لن يسمحوا بتكرار أنفسهم، أو لا يقدمون جديداً للمشهد الشعري. أيمن مسعود، عضو جماعة آدم، قال: درس أحمد عبد الجواد في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وقد كان لهذا أثره البالغ علي كتابة ولغة وفهم عبد الجواد لأسس الشعر، وبالرغم من أنه كان دائم الرسوب في مادة الأدب الشعبي، إلا أنه كان يفهم هذه المادة جيدا، فقد كان لديه اهتمام خاص جدا بالكتابات الصوفية، وكان معايشا لهذه البيئة، قرأ كثيرا، فوصل إلي التوازن في الصوفية كاملة الخواص لذا لم تؤثر عليه الشعوذة، ولم ينجرف إلي طبقة خرافية دون وعي، وفي هذا الديوان يجمع بين الوعي الفلكلوري الموروث لديه، وبين الوعي الصوفي، والمقدس الديني، ويطرح الشاعر تعريفات عبر صفات للأنبياء أمسكها عن كل منهم، حتي وصل إلي رؤية كاملة، تجعل كل نبي، وكل تصور عنه موتيفة صغيرة، يمكنك أن تدرك من خلالها هذا البناء الكلي في الديوان. الشاعر سالم الشهباني قال: عبد الجواد شاعر عامية مستفز، طول الوقت كنت أنتظر نصوصه بترقب، لأري ماذا سيقول، هو الآن يكتب موروثة الشخصي، وتجربته. وقال: الشاعر محمود قرني: بعض الكبار يظنون أن الشعر توقف عندهم، ونحن نحصد حصادا مرا لعقود مضت، ومازلنا نعاني من هذا المأزق، لذا أحذر نفسي من أن كبر السن لا يجب أن يكون حائلا ضد التلقي، وقراءة الأجيال الجديدة، و ما قرأته لعبد الجواد أثار لدي ملاحظة أحب أن أسمعها لنفسي، كأني أفكر بصوت عال؛ الفنون في لحظاتنا الراهنة تنفك من أسر التركيب، قصيدة النثر بلغاتها الأدائية التي تهمش دور الزخارف، وتقلل من شأن البلاغة الكامل، وتخفض من فكرة التركيب، وأحمد يعود إلي هذا المعني، وتفسيره الأولي أن ثمة ضجرًا الآن بما يحدث في المناخ الشعري عموما، من فكرة الوظيفة الأدائية للغة، الشعر مهما تعددت طريقته هو في النهاية لغة، ولا يمكن أن يؤدي شعر في النهاية دون لغة؛ نحن الآن في لحظة مختلفة، النص مختلف، والشاعر يحاول توسيع رقعة مفاهيم وأدوات اللغة العامية، رأينا في السنوات الماضية شعراء في التسعينيات والثمانينيات يكتبون النثر بالعامية، ولكن النثرية بالعامية تحتاج إلي جهد جبار، ونقد لجماليات شديدة الاختلاف عن الشعر المعتمد علي غنائيات مطلقة في الشعر الكلاسيكي، لأن الغنائية في النص العامي لا يمكن التنازل عنها، والنص النثري في العامية يعاني من تراجع في السنوات الماضية، ولكن عامة تجربة عبد الجواد تستحق التحية، وإن كان ثمة مشاكل في الكتابة فأنا معها، قد يكون هناك غموض، تغريب، لكن مادامت التجربة تعي خطوتها فهي قادرة علي تصحيح المسار ولابد من دعم مثل هذه المحاولات، فمناخ الشعرية لا يمكن استئناسه في فراغ التوحد والنمط، ولا يمكن أن ندعو لتسييد فكرة واحدة في الكتابة.