لكي تنجح الانتخابات في تحقيق هدف إجرائها.. يجب أن يقوم أطراف العملية الانتخابية بداية من اللجنة العليا للانتخابات، ومروراً بالوزارات المعنية في الدولة، وصولاً إلي دور كل من: المرشح والناخب والمنافسين بأدوارهم المحددة علي أكمل وجه، ولكي يقوم كل طرف بدوره في سير العملية الانتخابية.. يجب أن تتوافر بعض الشروط في كل طرف: 1 - اللجنة العليا للإشراف علي الانتخابات، التي يجب أن تكون مستقلة عن أجهزة الدولة، وتمتعها بالحياد، والشفافية في الإعلان عن أعضائها، والمصداقية في عملها. والإشراف التام علي العملية الانتخابية (قواعد تحديد الدوائر، ووضع القواعد المنظمة للدعاية الانتخابية)، وتلقي البلاغات والشكاوي المتعلقة بوقوع مخالفات للأحكام المنظمة للعملية الانتخابية، للتحقق من صحتها واتخاذ ما يلزم في شأن ما يثبت منها، وإعلان النتيجة العامة للانتخابات، ووضع قواعد وإجراءات مشاركة منظمات المجتمع المدني المصرية في متابعة عمليات الاقتراع والفرز، ووضع القواعد المنظمة للعملية الانتخابية ومتابعتها.. خاصة فيما يتعلق بالدعاية الانتخابية وصفة المرشح. 2 - الدولة.. من خلال كل من: وزارة الداخلية ( تنقية وتعديل الجداول الانتخابية، وتوفير بطاقات الاقتراع، وتجهيز اللجان الانتخابية، وتأمين العملية الانتخابية ضد أي شغب)، ووزارة العدل (توفير القضاة المشرفين علي اللجان الانتخابية،). ووزارة الإعلام (التوعية بفترة التسجيل في جداول الانتخابات، والتوعية بنوع الانتخابات وأهميتها، والتوعية بدور المواطن وقيمة صوته الانتخابي، والتوعية بإجراءات الانتخاب، والتوعية بموعد إجراء الانتخابات، وزمن التصويت). 3 - المرشح، الذي يجب أن يكون لديه حرص علي التواصل مع الجماهير في دائرته، والحرص علي إقناعهم به كنائب عنهم، وامتلاك برنامج واقعي قابل للتنفيذ، ويحمل رؤية سياسية واضحة، والسعي لاكتساب الوعي القانوني والثقافي والاجتماعي بشكل عام، والعمل علي مناقشة القضايا الجماهيرية، ومحاولة إيجاد الحلول لمشكلات المواطنين. 4 - الناخب.. الذي يمثل الكتلة التصويتية الرئيسية في ترجيح كفة مرشح ونجاحه في الانتخابات، ولذلك يجب أن يسعي لاكتساب الوعي الانتخابي الكافي لممارسة حقوقه المدنية والسياسية، والسعي من أجل التسجيل في الجداول الانتخابية واستخراج البطاقة الانتخابية، والاستعلام عن مكان اللجنة المقيد بها وكذلك مواعيد الاقتراع، والتعرف علي جميع المرشحين، وتحديد الأفضل منهم بشكل موضوعي، والمشاركة في الانتخابات بشكل إيجابي، ومطالبة المرشح بضرورة عمل برنامج يسهل تقييمه ومحاسبته عليه. 5 - المنافسون الذين يحرصون علي المنافسة الشريفة لخدمة المجتمع، والابتعاد عن أساليب البلطجة والرشاوي والدعاية الرخيصة، والتعبير بشكل حقيقي عن فئات الدائرة الانتخابية التي سيقومون بترشيح أنفسهم عنها، وإعداد برامج واقعية مرتكزة علي برامج أحزابهم التي ينتمون إليها ليسهل تنفيذها، ويمكن مساءلتهم عليها. إن مشاركة جميع أطراف العملية الانتخابية بإيجابية.. هو الضمان الحقيقي لنزاهة الانتخابات من جهة، ونجاحها من جهة أخري.. بغض النظر عن أي إجراءات أخري.. فالمقاطعة وعدم المشاركة لا تعني سوي الخوف من المنافسة الحقيقية.