بينما تسود حالة من الإحباط داخل النقابات العمالية بعد استبعاد عدد كبير من القيادات النقابية من قائمة الحزب الوطني، يخوض النقابيون الباقون الذين حصلوا علي ثقة الحزب معارك شرسة للدفاع عن القضايا العمالية في دوائرهم، وسط اشتعال الجدل في الشارع حولها خلال الأيام الأخيرة. ويراهن مرشحو العمال علي قضايا الأجور وقوانين التأمين الصحي والوظيفة العامة وتعديلات قانون العمال والمقرر عرضها علي البرلمان في الدورة البرلمانية المقبلة. يأتي ذلك في الوقت الذي حصل فيه 5 مرشحين فقط من القيادات النقابية علي ثقة الوطني في ترشيحاته وذلك من أصل 10 مرشحين دفع بهم اتحاد العمال في الانتخابات وقدموا أوراقهم إلي مجمعات الوطني. وجاء أبرز من تم اختيارهم محمود صيام رئيس اتحاد عمال دمياط ونائب رئيس نقابة الغزل والنسيج عن دائرة بندر دمياط، وفتحي عبد اللطيف رئيس اتحاد عمال الاسكندرية عن دائرة محرم بك، وإبراهيم الدسوقي رئيس اتحاد عمال الدقهلية عن دائرة بندر المنصورة، ومصطفي عبد الوهاب أحد قيادات العمال عن دائرة حدائق الزيتون بجانب حسين مجاور رئيس اتحاد العمال عن دائرة البساتين والمعادي. في المقابل تضمنت قائمة المستبعدين عبد المنعم الغزالي نائب رئيس اتحاد العمال محمد وهب الله رئيس نقابة عمال التجارة وعبد الحميد عبد الجواد رئيس نقابة الخدمات الصحية وسيد أبو المجد رئيس نقابة العاملين بالتعليم ونصر أبو اليزيد نائب رئيس نقابة البريد. ويستغل المرشحون العماليون وجود عدد كبير من الشركات التي تضم آلاف العمال في دوائرهم مع تدخلهم أكثر من مرة لحل الأزمات العمالية في مناطقهم، ففي دائرة محرم بك يراهن فتحي عبد اللطيف علي عمال شركات المطاحن والزيوت والشرقية للدخان والبترول والمجمعات الاستهلاكية من خلال اتصالات باللجان النقابية وقيادات العمال في هذه الشركات لحثهم علي مساندتهم في الانتخابات وتنظيم مؤتمرات ومسيرات جماهيرية. وتزداد حدة المنافسة في دائرة محرك بك علي مقعد العمال في ظل وجود مرشحين علي مقعد العمال عن الوطني الأول رئيس اتحاد عمال المحافظة والثاني سيد غنيوة نجل عضو مجلس الشعب السابق، الذي توفي واحتل مكانه عبداللطيف في انتخابات تكميلية. وقال فتحي عبداللطيف ل«روزاليوسف» إن مرشحي العمال يتبنون قضايا التأمين الصحي ومشاكل المزارعين والعمال في الشركات مع الاهتمام بالقضية الأهم وهي الحد الأدني للأجور بما يتناسب مع مستويات المعيشة. أما محمود صباح رئيس اتحاد عمال دمياط المرشح بالدائرة الذي يسعي للفوز بأصوات حوالي 3 آلاف عامل بشركة غزل دمياط باعتباره قياديا عماليًا بها، فأشار إلي أن هناك قرارًا سابقًا من مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بدعم جميع القيادات النقابية في الانتخابات ضمانًا لوصولهم للبرلمان وتشكيل قوة ضغط عند مناقشة القوانين المتعلقة بالعمال، مؤكدًا أن هذا الدعم سيكون في شكل مادي ومعنوي دون النظر للانتماء الحزبي وذلك من أجل الحفاظ علي نسبة 50% عمالاً وفلاحين بشكل حقيقي بعد أن تم إهدار قيمتها في الوقت الحالي. وفي دائرة بندر المنصورة يخوض إبراهيم الدسوقي القيادي النقابي ورئيس اتحاد عمال الدقهلية منافسة شرسة علي مقعد العمال أمام وحيد حودة المرشح أيضا علي مقعد العمال بالحزب، حيث يتبني الدسوقي قضايا تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر وقانون الوظيفة العامة وقضية الحد الأدني للأجور.