كشف مسئول ألماني رفيع أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة راقب قصف القوات الدولية لملاذه الجبلي في منطقة "تورا بورا" بأفغانستان أثناء الغزو الأمريكي أواخر 2001، وأن التحالف الدولي أضاع فرصة حقيقية لاعتقاله. وقال أغسطس هانيج الذي رأس جهاز الاستخبارات الأجنبية الألماني إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان، تصريحات نشرها موقع شبكة سي إن إن الإخبارية علي الإنترنت " أعلم أنه شاهد القصف". وأوضح هانيج أنه تلقي معلومات من جواسيسه عن تحركات بن لادن بعد هروبه من الجبال في شهر ديسمبر 2001، إلا أن تلك المعلومات لم تترجم إلي عمل استخباراتي ملموس يتيح للأجهزة الغربية التحرك ضد زعيم القاعدة. وأضاف قائلاً: "حصلنا دائماً علي معلومات عن مكانه، وكانت هذه المشكلة... لقد كان حاضراً هناك.. فهو لم يغادر المنطقة." ولفت إلي أن فرار بن لادن من "تورا بورا" جعل من مهام مطاردته أكثر صعوبة، مضيفاً: " كانت هناك فرصة في أفغانستان.. قبيل تورا بورا وفي داخلها.. كانت هناك فرصة حقيقية لاقتناصه، وفي باكستان أصبح الأمر صعباً للغاية." وذكر هانيج أن قدرات بن لادن القيادية قد تجعل منه اليوم أكثر خطورة من السابق، مضيفاً: "رغم أنه ليس بناشط لكني أعتقد أنه يعرف الأساسيات.. هو يتخذ القرارات الاستراتيجية، وبالطبع هو رمز وشخصية مهمة." وأيد المسئول الذي عين كوزير دولة بوزارة الداخلية الاتحادية الألمانية في 2005، ويعد من أبرز مسئولي مكافحة الإرهاب في ألمانيا، وتقاعد العام الماضي، تصريحات مسئول رفيع في حلف شمال الأطلسي "ناتو" التي قال أعرب فيها الشهر الماضي، عن اعتقاده أن زعيم تنظيم القاعدة علي قيد الحياة ويقيم في باكستان. وقال المسئول الألماني "هناك الكثير من المؤشرات عن تواجده في باكستان، ووفق تقديراتي فهو في منطقة القبائل بالقرب من مدينة "بيشاور" المجاورة للحدود مع أفغانستان." وفي شهر سبتمبر الماضي، قال مسئول استخباراتي أوروبي سابق، إن أجهزة الاستخبارات الغربية توصلت إلي وضع صورة جديدة ومفصلة حول تحركات زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في السنوات اللاحقة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، واقتربت من القبض عليه أو قتله، وفقاً لما كشفه مسئول استخباراتي أوروبي سابق. وقال المسئول الاستخباراتي الأوروبي، الذي رفض الكشف عن هويته، لCNN إنه في العامين 2003 و2004 قدم مخبر علي الحدود الأفغانية الباكستانية، وعلي صلة مع كبار قادة تنظيم القاعدة، معلومات مفصلة ودقيقة حول تحركات بن لادن، غير أن هذه المعلومات لم تكن حديثة بما فيه الكفاية لأجهزة الاستخبارات الغربية بحيث تتمكن من اصطياد بن لادن. ورغم أن بن لادن يعتبر المطلوب الأكبر والأشهر، إلا أن التقارير ذات المصداقية التي وصلت لأجهزة الاستخبارات الغربية، بشأنه تظل قليلة جداً، إلا أن الإجماع بشأنه هو أنه موجود حالياً في المناطق الجبلية الحدودية في باكستان. من جهة أخري احيل اربعة اشخاص اعتقلوا منتصف الأسبوع الماضي في اطار ملاحقة شبكات جهادية أفغانية، الي غرفة مكافحة الإرهاب في محكمة الدرجة الأولي في باريس التي اصدرت قرارا بحبسهم، كما ذكرت مصادر قريبة من الملف. وأضافت المصادر ان القاضي ايف جانييه امر مساء أمس الأول بحبسهم علي ذمة التحقيق "لتشكيل جماعة من المخربين علي علاقة بمجموعة ارهابية".