باتت المعرفة العلمية والفهم الواقعي للولايات المتحدةالأمريكية ضرورة حتمية لا غني عنها للباحثين والمهتمين بالسياسة الخارجية والعلاقات الدولية، فضلا عن دعاة الصراع بخصوص المشاكل الإيرانية - الأمريكية. إذا ما أخذنا في الاعتبار التواجد المباشر وغير المباشر لأمريكا في مختلف نقاط العالم. وعليه يكون فهم السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية بمثابة فهم للسياسة الدولية عموما. ومن البديهي أنه لا يمكنك فهم السياسة الخارجية أو حتي الداخلية للولايات المتحدة، بدون معرفة البناء السياسي، وخيارات عملاء النظام القائم علي الليبرالية الديمقراطية. وطبقا للضرورة العلمية، تعد وقائع التغطية والتطورات علي الساحتين المحلية والدولية من العناصر الأساسية في معرفة وفهم السياسة الخارجية الأمريكية. هذا البلد الذي يخدم الكثير من التيارات العالمية. بل يجب علي كل القوي القائمة أو المحتملة في المنطقة الدخول في تنظيمات سياسية مع هذا البلد حديث النشأة، ويصعب عليها الخروج علي التبعية العالمية. وقد أوضح الدكتور روح الله قادر تجاور في كتابه «علم أمريكا» أن الضرورات الاستراتيجية والعلمية، لا تلقي مهمة البحث والمطالعة في الشأن الأمريكي الاهتمام الكافي في بلدنا. وأنا أتصور أن الطريق الوحيد للخروج من أزمات الاغتراب في دول العالم الثالث، هو المعرفة الدقيقة، والعلمية، والثقافية وهوية هذا البلد. لأن أغلب ابحاثنا وتحليلاتنا بالنسبة للغرب عامة والولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل خاص يتسم بالسطحية، وكونها صحفية، إعلامية وبعضها يفتقر إلي الواقعية. ومما لا شك فيه أن الفهم الحقيقي لجذور التضاد في الفرضيات بين إيران وأمريكا، قد يسهم في تقليص حجم تكاليف التنمية والأمن القومي الإيراني في مجالات التعاون والتنافس الذي هو جوهر العلاقات الدولية. وعليه فإن الهدف من تدوين هذا الكتاب الذي هو في الحقيقة يعتمد علي مجموعة من الورش التعليمية التي عقدت صيف العام الماضي بجامعة "جامع الإمام الحسين عليه السلام" تحت عنوان "علم أمريكا" - والتي اسهمت في فهم منظم ومنهجي للبناء السياسي للولايات المتحدةالأمريكية - يؤثر في إدراك أرباب السياسة والطلبة والباحثين في تحليل السياسة الأمريكية. والكتاب يدور حول ثلاثة محاور (علم الإدارة، علم الحزب، علم رئيس الجمهورية). والفصل الأول عبارة عن بانوراما عامة ومختصرة عن السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية. بعدها يشرع المؤلف في بحث التوجهات الثلاثية للسياسة الأمريكية الخارجية في عصور هاميلتون، جاكسون، وويلسون. ويستمر الباب في مبادئ السياسة الأمريكية الخارجية يعني مبادئ روزفلت، جورج كنان، ترومن، آيزنهاور، ند، ني سون، ارتر، ريجان، جرج هربرت، وار، بوش، لينتون، وجورج دبليو بوش. ويتناول الفصل الثاني بحثا حول الأحزاب الأمريكية، وتشريحاً للحزبين الجمهوري والديمقراطي، والأطوار المختلفة لأنشطة الأحزاب السياسية في أمريكا، فضلا عن نبذة عن الأحزاب الثلاثة الأمريكية التي لعبت دورا في انتخابات الرئاسة والكونجرس. ويناقش المؤلف في الفصل الثالث إقامة الانتخابات الرئاسية نظامElectoral System أو نظام المجموع الانتخابي. ضمن تفنيد خيارات ومكانة رئيس الجمهورية ونائبه. ثم يبحث في السير الذاتية والنشاط السياسي للرؤساء الأمريكيين منذ عصر جورج واشنطن حتي باراك أوباما. يعني كل رؤساء الولاياتالمتحدة الأربعة والأربعين. والكتاب مزيل بسبعة عناوين هي: العقائد الدينية للرؤساء الأمريكيين، عدد الرؤساء وفتراتهم الرئاسية، ذكاء رؤساء الجمهورية من الديمقراطيين والجمهوريين، الفساد السياسي والأخلاقي للرؤساء، هرم المصالح القومية الأمريكية، تحليل نبرات التغيير والإرهاب في السياسة الخارجية الأمريكية، وفي النهاية دستور الولاياتالمتحدةالأمريكية.