هذا المثل الشعبي والذي ينطبق علي كثير مما نقرأ اليوم أو نشاهد ، يستحق أن نستدعيه حينما نسمع عن أخبار زاهية بأن المطرب الفلاني قد رفع أجره إلي ثمانين مليون جنيه في فيلم يقدمه "بجلالته" في السينما المصرية!! شيء من قبيل الدعاية غير المقبولة، وإن كنت أتمني أن يكون الخبر صحيحاً حتي نستحق (كدولة) عنه 20% قيمة ضرائب نحن في أشد الاحتياج لرفع قيمة الحصيلة الضريبية، أمام متطلبات شديدة الأهمية تواجه الموازنة العامة للدولة!! وحينما نشاهد ونقرأ بالصورة والخبر بأن فنانة توقع عقدا بمليون جنيه لتقديم نصف دقيقة أو أقل إعلان عن رموش العين أو عدساتها !!فهذا أيضاً مصدر خير، لمأموري الضرائب عن المهن الحرة لكي يلاحقوا الهانم، بطلب حق الدولة من ضرائب في هذا العمل الفني الضخم! ولعل من الأخبار المبكية الضاحكة في نفس الوقت أن نفس وسيلة الإعلام الناشرة لمثل هذه الأخبار الاجتماعية نجد في صفحاتها الأولي تكدس الآلاف من العاملين في مركز معلومات مجلس الوزراء أي أقلهم حاصل علي شهادة جامعية محترمة، يتظاهرون لرفع رواتبهم التي يقولون بأنها لا تزيد علي مائتي جنيه في الشهر!! ثم نقرأ أيضاً بأن معالي وزير التنمية الاقتصادية وهو يبشرنا بأن دخل الفرد في مصر سوف يصل عام 2020 إلي خمسة عشر الف دولار في العام ، ولم يلحق تصريحه بقيمة الدولار في هذا العام المنشود!! كما يصرح أيضاًَ نفس المسئول بعد مفاوضات وطنية مع الاتحادات الصناعية والتجارية بأن الحد الأدني للأجر لن يزيد علي أربعمائة جنيه مصري، والمنشود من الشعب أن يصل هذا الحد إلي ألف ومائتي جنيه في الحدود الدنيا التي تسمح بعيش شبه كريم لمواطن يعيش في مناخ الأسعار ومناخ الاقتصاد الحر الذي يخيم علي أسواقنا ومتاجرنا ومدارسنا ودروسنا الخصوصية ووسائل مواصلاتنا وطرق العلاج في بلادنا!! هذه صورة لما تصدره الصحف والمجلات عن أحوال بعض الجهابذة أصحاب الملايين (أجوراً) عن فن هابط لا يعلم إلا الله من أين أتوا به أو بأي وسيلة تعلموها! وبين شباب محترم، يؤدي عمله في مؤسسات وهيئات وجامعات وشركات الدولة سواء خاصة أو عامة ويقبض نظير عمله «ملاليم» لاتكفي حاجاته الأساسية. «شر البلية ما يضحك» حينما يعلق علي مثل هذه الأخبار أستاذنا «أحمد رجب» في نصف كلمة وحينما يعلق علي مثل هذه الأخبار أستاذنا «صلاح منتصر» بالأهرام وكثيرون من الكتاب وأصحاب الرأي في هذا البلد، وهم يتندرون «بأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وعبد الوهاب» وكذلك بعلمائنا الأفاضل في مراكز البحث العلمي. «شر البلية ما يضحك» حينما تري شابا لا يزيد قدره علي (شبه رجل) ومتوسط المؤهل والموهبة، ومع ذلك يعلن ببجاحة وتقبل وسائط النشر أن تنقل عنه بأنه قد رفع أجره في مسلسل إلي أكثر من خمسين مليون جنيه. ولا تستحق هذه البلوي إلا أن نضحك ونحن بداخلنا بكاء!!