تواجه جماعة الإخوان المحظورة حالة من الارتباك الداخلي بسبب أزمة تنظيمية في تحركات معركة انتخابات مجلس الشعب المقبلة تهدد موقف مرشحيها انتخابيًا، وحاولت الجماعة التغطية علي وضعها المتأزم داخليًا بإطلاق الشائعات في الدوائر المختلفة وتزييف الحقائق والتهويل من تحركاتهم التي ظهرت في اليوم الأول لباب الترشيح وتبدو شواهد الأزمة الداخلية في فقدان المحظورة عدة وسائل تكتيكية كانت تعتمد عليها تنظيميًا في الحشد والدعاية لمرشحيها يوم التصويت مع عودة إجراء التصويت في يوم واحد بجميع المحافظات بدلا من إجرائها علي ثلاث مراحل مثلما حدث في دورة 2005 في ظل الإشراف القضائي التي فاز فيها ب88 مقعدًا. وتبحث المحظورة عن تكتيك بديل لنقل عناصرها وكوادرها التنظيمية إلي المحافظات التي تجري فيها الانتخابات من الدوائر التي يجري التصويت عليها في المراحل الأخري حيث كانت تركز عليهم في الدعاية لمرشحيها بالدوائر والمشاركة في المراقبة علي اللجان وتنظيم المسيرات والاحتجاجات بجانب حشد ونقل الناخبين من المنازل والبيوت وهي جوانب ستفقدها المحظورة في إجراءات التصويت في اليوم الواحد. واعترف النائب الإخواني صبحي صالح بالأزمة قائلا:ً «الحزب الوطني أكثر المستفيدين من إجراء التصويت في يوم واحد» خاصة مع القدرة علي الحشد في ذلك اليوم بمختلف المحافظات. ورغم أن بعض كوادر المحظورة اعتبرت أن السيطرة علي إجراءات العملية الانتخابية يوم التصويت سيتأثر بها الجميع من الأحزاب والتيارات السياسية إلا أن الفارق التنظيمي للأحزاب عن المحظورة التي تركز علي «الشو الإعلامي» في تحركاتها سيؤثر علي موقفها، وهو ما أكده أحد قيادات الجماعة التنظيمية بالقاهرة لافتًا إلي أن الجماعة شددت علي ضرورة التنسيق مع عدد من المرشحين علي مستوي الدوائر للخروج من ذلك المأزق. وقال إن المطروح هو التنسيق مع عدد من مرشحي المعارضة مثل الوفد بجانب التركيز علي فئة الشباب و«المقيدين جدد انتخابيًا» بتوجيه خطاب انتخابي دعائي إليهم من خلال الإنترنت بخصائصه المختلفة وهو ما يعكس تركيز مرشحي الإخوان علي دعاية الفيس بوك والمدونات والإذاعات الإلكترونية واللقاءات المباشرة علي مواقع البث المباشر مثل «البالتوك». كما يواجه مكتب إرشاد الجماعة المحظورة انتقادات من بعض عناصر الجماعة في المحافظات علي اختيارات بعض المرشحين حيث تحفظ البعض علي إصرار الجماعة علي خوض المنافسة أمام الوزراء والرموز السياسية في الوطني والمعارضة واستشهدوا في ذلك بما حدث بترشيح صبحي صالح أمام وزير التنمية المحلية اللواء عبدالسلام محجوب في دائرة الرمل بالإسكندرية والدفع بمنال أبوالحسن ضد وزير البترول سامح فهمي في دائرة مدينة نصر. وبررت عناصر الجماعة انتقاداتها بأن تلك الدوائر تبدو محسومة، واعتبروا أن ذلك يعكس تخبطًا في التنظيم وتحرك الجماعة في الشارع بلا استراتيجية واضحة. يضاف إلي ذلك حالة التخبط التي ظهرت بين مرشحي الجماعة بعد إعلان الوطني عن قائمته الانتخابية التي تضمنت تكتيكًا بفتح عدد من الدوائر بين أكثر من مرشح وبدا ذلك في تصريحات لمرشح الجماعة بدائرة القناطر ناصر الحافي حيث قال إن توزيع مرشحي الوطني يحمل غموضًا لا يفهمونه حتي الآن.