من خلال سبعين لوحة فنية بالألوان المائية، قدم الشاعر والفنان أحمد الشهاوي حالة من الصوفية والروحانية الخاصة في جمل قصيرة ومختصرة مثلما يقدم أشعاره بمعرضه «مقام الاسرار» بقاعة «إبداع» بالزمالك. مساحات اللوحات أقل من المتوسط بقليل بحيث تتناسب مع مساحة رؤية المشاهد، فالشهاوي يهتم دوما بالعلاقة المباشرة والمكثفة بينه وبين المشاهد، وكذلك يعمد إلي الاقتصاد في اللون، فهو ليس الأساس في أعماله بل التكوين، به يحدد الفكرة ويقدمها بصيغة مكثفة وملخصة، مبتعدا عن كثرة العناصر التي قد تسبب أحيانا نوعا من العشوائية، خاصة أن الألوان المائية كخامة لا تظهر تقنيتها وجمالياتها إلا مع العناصر البسيطة والتفاصيل القليلة. في "مقام الأسرار" يقوم أسلوب الشهاوي علي استخدام العلامات والحرف علي خلفية لونية محكومة ومحددة لا تقبل التفكيك، تأكيدا علي تصوير لحظته الروحانية ورؤيته لها، محاولا الاحتفاظ أيضا ببعض من الأسرار الكهنوتية للحياة لديه، لكنه في بعض أعماله استطرد في استخدام أكثر من لون وأكثر من درجة جاعلا منها كرنفالا لونيا متحركا عبر عدة عناصر مختلفة، لكن هذه الأعمال لم تكن صادقة بالشكل الكافي في تعبيرها عن الروحانية التي وإن تحولت في لحظة ما إلي حالة من القلق واللافهم، لكن يبقي التركيز اللوني والعناصر هو الأبقي والأقوي معبرة عنه وعن شخصيته الفنية بصدق.