ترجمة : أميرة يونس المحلل السياسى بصحيفة هاأرتس مما لا شك فيه أن نتائج انتخابات الكونجرس والمفاوضات الجارية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل بشأن رفع سيطرتها عن الضفة الغربية ونقلها إلي فلسطين المستقلة. فضلا عن موقفها من الحرب علي إيران، ومنعها من تطوير منشآتها النووية التي طالما شكلت تهديدا علي الوجود الإسرائيلي والدول الغربية. سوف تتحد نتائجها خلال العام القادم بما يمكن وصفه ب"عام اتخاذ القرارت". لم يعد للرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض سوي عام، ثم يقرر موقفه من خوض جولة جديدة من المنافسات الرئاسية. في الوقت نفسه تحذوه الآمال في انضمام فلسطين للأسرة الدولية، كما أكد في خطابه بالأمم المتحدة. فيما أقترح بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إدارة المفاوضات للوصول لإتفاق بشأن الحدود الفلسطينية - الإسرائيلية خلال عام. وهو نفسه موقف السلطة الفلسطينية، حيث شدد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض علي ضرورة إنجاز الأعمال التحضيرية، والوصول إلي قرار بشأن الاستقلال في نفس الفترة الزمنية. لكن ثمة تباينًا بين الجدول الزمني لنتانياهو - الأكثر غموضا - والجدول الزمني لأوباما. نظرا لاشتمال الأول علي خطة تتبني ميزانية ثنائية لعامي 2011 و2012 وخطط للاسراع بالنمو في الانفاق الي 2.6% في عام 2011. بما يترتب عليه تخفيف الضغط علي الائتلاف الحكومي الهش في اسرائيل. حيث هددت الخلافات السياسية بخصوص الميزانية استقرار الحكومات الائتلافية السابقة في إسرائيل. بينما تدفع انتخابات الكونجرس الأمريكي نتانياهو إلي اتخاذ موقف من مشروع تجميد بناء المستوطنات استجابة للضغوط الأمريكية، أو التحالف مع الإئتلاف اليميني ومؤيديه من الحزب الجمهوري من أجل " الحفاظ علي أرض إسرائيل" ومواصلة الاستيطان. يؤثر قرار نتانياهو من تجميد المستوطنات، علي موقفه من إيران. ففي حال قررت إسرائيل إعلان الحرب علي إيران، فمن المؤكد انها سوف تحتاج إلي دعم الولاياتالمتحدة. وفي حال لم تحصل عليه فإنها سوف تتعرض إلي سيل من الصواريخ الإيرانية ومن لبنان وغزة وربما سوريا. ورغم أن اوباما يعارض الاستراتيجية الإسرائيلية، إلا أن لهجته قد تتغير مقابل الوصول إلي إتفاق بشأن الاستقلال الفلسطيني. وقد يميل نتانياهو للعمل علي قلوب اصدقائه من الجمهوريين الذين من شأنهم أن يفرضوا علي الحكومة الأمريكية مساعدة إسرائيل في هجومها ضد إيران. القرارات التي تواجه نتانياهو وأوباما ليست سهلة، ويمكن أن تغير وجة الشرق الاوسط لعدة سنين. ومن المتوقع ان تعمل هذه القرارات علي تخفيف حدة الصراع في المنطقة. وتشكل الصراعات الموجودة حاليا. كما أنها ستكون رادعة للاجراءات السياسية والدبلوماسية المصاحبة لأي عملية عسكرية جريئة علي أمل ألا ينفجر الواقع في وجوههم.