الشيخ حسن نصر الله ظاهرة يجب الوقوف عندها ذلك لأنها ظاهرة إيجابية سلبية في آن واحد فهو لبناني شيعي يمثل المقاومة ضد إسرائيل ويمثل في نفس الوقت خللاً في كيان وسيادة الدولة اللبنانية. حيث إنه يمتلك ميليشيا خاصة لا ترتبط بجيش الدولة اللبنانية وتتلقي أوامرها من الشيخ حسن نصر الله مباشرة، وهي ظاهرة نادرة الوجود في أي بلد من بلدان العالم، ليس هذا فقط بل هو يتلقي دعماً واضحاً من سوريا وإيران، ومنذ أن أعلنت المحكمة الدولية التي تحقق في مصرع رفيق الحريري بأن هناك قراراً ظنياً بتورط حزب الله في الجريمة، ولبنان تعيش علي صفيح ساخن، ولقد خرج حسن نصر الله وعلي الهواء مباشرة منذ شهر يشكك في هذا القرار المنتظر صدوره، وأعلن أن لديه ما يثبت تورط إسرائيل في هذا الأمر، وهنا طلبت المحكمة الدولية منه تقديم هذه المستندات، ثم صدر قرار من سوريا بإيقاف من يسمون شهود الزور وعددهم 33 شاهداً، مما يعد أيضاً تعدياً علي استقلال لبنان وسيادته. ومؤخراً اعترضت مجموعة من النساء فريق التحقيق الدولي التابع للمحكمة الدولية وكانت تريد طرح أسئلة علي طبيبة النساء إيمان شرارة في عيادتها الواقعة علي طريق مطار بيروت في الضاحية الجنوبية، حيث كانت الأسئلة تختص بالسؤال عن أرقام تليفونات لبعض من يتردد علي العيادة مما دعا الشيخ حسن نصر الله أن يخرج إلي الناس ويعد هذا انتهاكاً للأعراض واستباحة ودعا إلي مقاطعة المحققين الدوليين لأن التعاون معهم مساهمة في الاعتداء علي المقاومة وكان الرد من ممثل المدعي العام الدولي دانيال بالمر بأن ما يقوم به حسن نصر الله هو إعاقة العدالة، في نفس الوقت الذي أدانت فيه قوي 14 آذار الاعتداء الذي تعرض له فريق من المحققين الدوليين علي يد فرقة من الأهالي تابعة لحزب الله واعتبرته اعتداءً علي الشرعية الدولية وقراراتها ،وقد تضاربت الأقوال والمعلومات حول كيفية حصول الاعتراض بعيادة الطبيبة الذي انتهي باستيلاء النسوة علي حقيبة يد كان يحملها أحد المحققين الدوليين. وبالطبع تدخلت واشنطن كما هي العادة حيث أدانت بلسان الناطق باسم الخارجية الأمريكية فليب فرادلي الهجوم علي طاقم المحكمة الخاص بلبنان واعتبرته محاولة لفرض خيار خاطئ بين العدالة والاستقرار ومنع المحكمة من المهمة التي كلفها بها مجلس الأمن، وفي ذات السياق قامت مندوبة أمريكا في الأممالمتحدة بالحديث عن أن سوريا تنتهك السيادة اللبنانية وأن إيران تشجع نصر الله. عزيزي القارئ ماذا يعني كل ذلك؟ يقول المحللون إن مثل هذه الأحداث سوف تعطي تبريراً لإسرائيل للقيام بضربة وقائية سواء علي الجنوب اللبناني أو علي إيران، ولتجنب مثل هذه سوف يقوم الشيخ حسن نصر الله بإعطاء ضمانات أو تسهيلات لقوات الأممالمتحدة الموجودة في الجنوب. قال آخرون إن هذا الأمر مستبعد لو لم يقم نصر الله بمحاولة انقلاب ضد الدولة اللبنانية، حيث إنه في كل خطاب يتحدث عن أن سلاح المقاومة ليس موجهاًَ ضد اللبنانين، واعتبر البعض أن التضييق علي حسن نصر الله سوف يؤدي في النهاية إلي الحرب الأهلية اللبنانية، كل ذلك ولا يعرف أحد فحوي القرار النهائي الظني في جريمة اغتيال رفيق الحريري. وهكذا أثيرت وللمرة المائة مسألة سلاح حزب الله ولقد صدر قرار من الأممالمتحدة بضرورة نزع هذا السلاح ولا شك أن كل هذا الاضطراب في الدولة اللبنانية يحدث بسبب تغيير التوازن السكاني الذي بني علي الطائفية وبسبب ترك حزب الله يتسلح بدعوي المقاومة التي لا يعرف أحد مداها ولا نتائجها والتي لم تحقق شيئاً يذكر وحتي في عام 2006 . حيث إن ما اعتبرها البعض (سوريا وإيران) انتصاراً للمقاومة كان مجرد صمود أمام الاجتياح الإسرائيلي وتدمير من إسرائيل لكل البنية التحتية في الجنوب، فمن هو الخاسر ومن المنتصر؟! والسؤال الذي لم أجد أنا ولا أحد آخر الإجابة عليه هو الذي تجده عزيزي القارئ في عنوان المقال. أستاذ مقارنة الأديان بكليات اللاهوت