أحبطت الأجهزة الأمنية في بريطانيا والإمارات محاولة إرهابية لارسال طرود تحتوي علي مواد متفجرة مخبأة في عبوات أحبار طباعة علي متن طائرتي شحن متوجهتين إلي الولاياتالمتحدة من اليمن لضرب مركزين يهوديين في شيكاغو. واكتشفت السلطات البريطانية أحد الطردين علي متن طائرة شحن تابعة لشركة (يو.بي.اس) في مطار "ايست ميدلاند" علي بعد 260 كيلومترا من لندن، بينما عثر علي الطرد الثاني في مكتب لشركة "فيديكس" للشحن في دبي. من جانبه، أكد باراك اوباما الرئيس الامريكي ان الطردين المشبوهين كانا يشكلان تهديدا ارهابيا حقيقيا، معلنا تصميم الولاياتالمتحدة علي تدمير القاعدة في اليمن. وقال اوباما في تصريح مقتضب من البيت الابيض "أريد أن أطلع الامريكيين علي تهديد ارهابي حقيقي يطال بلدنا". واوضح اوباما ان الطردين المشبوهين كانا موجهين إلي أماكن عبادة يهودية في شيكاجو، شمال الولاياتالمتحدة. واكد الرئيس الامريكي، الذي تم ابلاغه بخطر ارهابي مساء الخميس، أنه أصدر أوامره بأن تبقي كل قوات الشرطة والاستخبارات علي أهبة الاستعداد لحماية السكان من أي اعتداء. من جانبها، أعلنت تيريزا ماي وزيرة الداخلية البريطانية أمس أن لندن تجري تحقيقا لمعرفة ما اذا كانت المواد المتفجرة التي تم العثور عليها، هي فعلا قنبلة. وقالت ماي "في المرحلة الراهنة يمكنني القول إن الطرد كان يحوي بالفعل مواد متفجرة لكن من غير الواضح بعد ما اذا كان ذلك قنبلة يمكن تشغيلها". وصرحت ماي بأنها اتصلت بجانيت نابوليتانو وزيرة الامن الداخلي الأمريكية، موضحة ان اللجنة الحكومية للحالات الطارئة المعروفة باسم "كوبرا" عقدت اجتماعا طارئا. واضافت: ندرس بشكل عاجل التدابير الامنية الواجب اتخاذها بعد اكتشاف الطردين المرسلين من اليمن". من جهتها، قالت شركة الطيران البريطانية بريتش ايرويز إن مسئولين أمريكيين كانوا في استقبال طائرة قادمة من لندن، بدون أن تعلق علي معلومات عن تفتيش حمولة هذه الطائرة. وأكدت صحف بريطانية أن جهاز الاستخبارات البريطاني (ام آي6 ) أبلغ الولاياتالمتحدة بالتهديد، بينما ذكر البيت الابيض أن السعودية هي التي أبلغته بذلك. واثار اكتشاف الطردين علي طائرتي شحن في طريقهما الي الولاياتالمتحدة استنفارا امنيا علي المستوي الدولي. وتم تفتيش طائرات اخري في مطارات أمريكية بعد الاشتباه بوجود مواد قادمة من اليمن فيها. وفي غضون ذلك، أعلنت الشركتان الامريكيتان للبريد السريع "يو بي إس" و"فيديكس" انهما علقتا شحن البريد المرسل من اليمن. وقالت شركة فيديكس في بيان إن "الشحنة كانت قادمة من اليمن وفي اطار اجراءات امنية مشددة، علقت الشركة كل شحناتها المرسلة من اليمن". وقال خبراء إن قرار الشركتين يفترض ألا يؤثر عليهما بل سيترجم بإجراءات أمنية مشددة وعمليات مراقبة للطرود القادمة من منطقة الشرق الأوسط. وعلقت الشركتان من قبل عمليات شحن الي بعض الدول مثل ايران وسيراليون والسودان، كما فعلت فيديكس. وفي واشنطن، أفادت وسائل اعلام امريكية ان الطردين المشبوهين اللذين ارسلا من اليمن الي الولاياتالمتحدة يبدو انهما يحتويان علي مادة البنتريت شديدة الانفجار، وهي المادة التي استخدمت في محاولة الهجوم علي رحلة جوية بين امستردام وديترويت في ديسمبر 2009.