تمر الكنيسة الأرثوذكسية القبطية حاليا بفترات عصيبة جداً سواء علي المستوي الخارجي الذي يتمثل في علاقاتها بالآخرين خارج الكنيسة أو علي الصعيد الداخلي متمثلاً في علاقاتها مع المنتسبين اليها. وفي الفتره الاخيرة ظهرت بعض الأحداث التي فاجأت الاقباط منها ما حدث في قضية الكشح الأخيرة وبالتحديد في قضية القمص جبرائيل عبد المسيح كاهن كنيسة الملاك والشهداء بالكشح، حيث أخذ الأهالي يرسلون شكاوي كثيرة صنده لقداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية إلا أن الجميع فوجئوا بأن البابا قام بمدحه مؤكداً أنه أفضل كاهن وأن كل ما ينشر ويقال عنه افتراء مشيراً إلي أنه بالفعل قام باستقبال القمص وناقش معه أمور الإيبارشية متجاهلاً بذلك الأسقف المسئول ألا وهو الانبا ويصا مطران البلينا وهنا شعر الكثيرون بتجاهل الراعي، ضارباً برغباتهم عرض الحائط. بيشوي النابغ إلا أن من يدقق في تاريخ الكنيسة يجد أن هذه ليست المرة الأولي التي يمدح فيها البابا أشخاصاً بعينهم ثم وجد أنهم لا يستحقون هذا المدح، وهناك من وجد أنهم من أفضل الناس إلا أنهم خذلوه ووضعوه في مأزق حساس مثل ما حدث مؤخراً مع الانبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والذي انتهي به الأمر إلي وجوده بدير السريان لا يتعامل مع أحد والعجيب أن هذه الشخصية قال عنها البابا شنودة في إحدي عظاته إنه فرع نافع ويافع من أسرة طيبة عريقة الأصل، مؤكداً إنه ورث ذكاء من أسرته واصفاً اياه بأنه منذ طفولته وهو إنسان نابغ. وأكد البابا أن الانبا بيشوي يتميز بحياة التدقيق، فهو يدقق كثيراً، في كل لفظ وفي كل تصرف و بالرغم من إنه كان متأكداً من ذلك إلا أن الانبا بيشوي، سقط في حفرة عدم التدقيق ووضع البابا في مأزق لا يحسد عليه نتج عنه إنه قدم اعتذار رسمي ، وبسبب عدم التدقيق الذي كان يري عكسها قامت الدنيا ولم تجلس، وقامت مظاهرات في المساجد تندد بما قاله الانبا بيشوي عن أخطاء تخص آيات قرآنية ولولا حكمة البابا لم تكن الأمور ستهدأ. الكنيسة تفقد مكانتها وأكد البابا أن ذكاء ودقة وعلم الانبا بيشوي رشحه لأن يمثل الكنيسة في الحوار اللاهوتي والذي في نفس الوقت فقدت الكنيسة مكانتها بين كنائس الشرق الأوسط بسبب تصريحاته غير المدروسة عن الطوائف الأخري وانتهت بعدم وجود الكنيسة الارثوذكسية التي كانت منبراً لهم في المجلس. والأهم من ذلك أنه أكد أنه يتميز أيضاً باخلاصه، إخلاصه للكنيسة وإخلاصه له شخصياً وقد يكون هذا هو الشيء أو الإحساس الذي جعل هناك خيطاً خفياً يربطه معه ولا يجعله يتخذ موقفاً سريعاً ضده بل، إنه يثق في كل ما ينقله إليه الأنبا بيشوي، إلا أن النتيجة جاءت في النهاية ضد البابا نفسه. الأنبا اغريغوريوس والمثل الآخر ما حدث مع الانبا اغريغوريوس اسقف البحث العلمي والذي كانت ذكراه السبت الأسبق، حيث منعوا إقامة الذكري السنوية لرحيله بكنيسة السيدة العذراء والانبا بيشوي داخل الكاتدرائية الكبري بالعباسية حيث يوجد جسده وانقاذاً للموقف تمت الصلاة عليه في الكنيسة البطرسية بجوار الكاتدرائية وذلك علي الرغم من أن البابا ترأس صلاة جنازته حيث أكد في العظة التي ألقاها أثناء الصلاة علي جثمان الأنبا غريغوريوس إن «حياة الأنبا غريغوريوس تتلخص في كلمتين «التكريس والعلم» كانت الإكليريكية هي جزء من حياته.. وكان العلم يشغل كل وقته.. وكان الأنبا غريغوريوس يتميز بالشمولية في العلم.. كان الأنبا غريغوريوس عالما إذا كتب يستفيض في الكتابة حتي لا تعرف كم من المعلومات يقول.. يقول: كان كثير القراءة إلي حد بعيد وكان عميق الدراسة إلي حد بعيد.. له مئات من الآباء الكهنة كانوا أبناءه واستقوا العلم علي يديه.. والذي لم يستق العلم علي يديه استقاه من كتبه ومؤلفاته. وله عشرات من الكتب في كل فنون العلوم الكنسية. كان أيضا إنسانا وطنيا يحب بلاده ويحب مصر. له معلومات كثيرة وكتب كثيرة في الوطنية.. وعن سير القديسين فهو موسوعة من المعلومات. والأنبا غريغوريوس علي الرغم من علمه الكبير جدا. كان إنسانا بسيطا يجمع بين البساطة في النفسية والعمق في العقلية.. هو مثل من الأمثلة التي لا تتكرر كثيرا في العلم الكبير». المكتبة والسرير ورغم هذا الكلام الرائع الذي قاله عنه أثناء الصلاة علي جثمانه فإن الذي تم بعد ذلك لا يليق بكرامة الأنبا اغريغوريوس، حيث تم إلقاء مكتبه وسريره وكل ما يتعلق به من مقر إقامته داخل الكلية الإكليريكية داخل الكاتدرائية مما دعا أحباءه إلي تكوين جمعية تحمل اسمه للمحافظة علي تراثه الفكري الذي لم تقدم الكنيسة الاحتفال الرسمي الخاص به بالشكل الذي يليق بمكانته وهو الذي ساهم كثيرا في خدمة الكنيسة وتعظيم دورها في الداخل والخارج. مطامع شاروبيم والمثل الثالث يتمثل في القمص شاروبيم الباخومي الوكيل العام للبطريركية بالإسكندرية، حيث أرسل الشعب كثيرا ضده ولكن لم يسمع لهم البابا أيضا متمسكا به لسنوات ورصدت «روزاليوسف» عبر هذه الصفحه الكثير من مثالبه وظل البابا متمسكا به أيضا حتي اقتنع أخيرا وقام بتغييره في مايو 2009 بعد أن ظهرت مطامع الرجل وبحثه الدءوب للوصول إلي كرسي الأسقفية وهو الأمر الذي كشفه وجعل البابا يعيده لديره بأسوان. والحقيقة أن القائمة طويلة للذين اقترب البابا منهم ومدحهم ثم انقلب عليهم مثل الأب متي المسكين الذي استوحي البابا من تعليمه كتابه الأول الشهير «انطلاق الروح» ووصفه فيه بالشيخ المعلم وهو التلميذ له ولكن تدور الأيام ليجلس علي سدة الكرسي البطريركي ونجد البابا يكتب كتابا بعنوان «بدع حديثة» ويهاجم الشيخ المعلم الذي تتلمذ علي يديه. كل هذا علي سبيل المثال وليس الحصر ولكن في النهاية يؤكد أن البابا ليس معصوما من الخطأ ولا يعلم ما بداخل القلوب وإنما مثله مثل باقي البشر قد يخطئ في تقديراته علي الغير إلا أن الأيام توضح له ما كان مخطئا فيه فلا يوجد مانع من أن يتراجع في رأيه، وبالتالي لا يجب أن تؤخذ آراؤه في الناس علي أنها أمور ثابتة ومسلم بها أو مقدسة.