"عندما ينتهي شهر العسل" تتواري الرومانسية وتحتل كلمة العشرة قاموس حياتنا اليومية إنها التجربة الأدبية الأولي لمي طاهر باللغة الانجليزية " When the Honeymoon is Over" دعونا نتعرف عليها عن قرب. مي درست التجارة وإدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية وعملت في مجال التسويق لفترة طويلة لكنها منذ صغرها لديها نزعة أدبية مميزة حيث تحرص علي كتابة مذكراتها الشخصية وحولت هذه النزعة الأدبية إلي فعل خلال مرحلة الدراسة الجامعية من خلال المشاركة في مجلة الكلية التي أصبحت تشرف عليها بالكامل في العام الأخير قبل التخرج، وبخلاف هذا فهي من الأشخاص الذين يميلون للتعبير عن أنفسهم من خلال الكتابة. تواظب مي علي كتابة بعض المقالات في مجلات أجنبية حيث إن ظروف نشأتها وحياتها في أمريكا لسنوات طويلة جعلا من الانجليزية لغتها الأولي التي تجيدها بجانب العربية لذلك بادرت بالكتابة بها،وجاءت خطوة الكتاب كما تقول مي بعد زواجها واستقرارها بإحدي الدول العربية لخمس سنوات لتشعر بعدها بطاقة تدفعها لتقديم تجربة أدبية مختلفة تعبر من خلالها عن مواقف حياتية واجتماعية في فترة مهمة في أي حياة زوجية وهي مرحلة ما بعد شهر العسل. تحكي مي عن التجربة قائلة: من خلال تواصلي مع تجارب من حولي تعرفت علي الكثير من القصص التي غيرت من بعض تفاصيلها في بعض الأحيان وأضفت لها بعض لمحات من حياتي الشخصية، ومن خلالها رصدت أن كثيراً من الشباب يظل مدفوعا طوال الوقت للزواج لتلبية رغبة من حوله والاستمرار في هذا الزواج بدافع العشرة حتي لو كان غير سعيد في هذه التجربة ،وقررت من خلال الكتاب الحديث عن الزواج بحلوه ومره معا واهتممت بالنهايات السعيدة. تكمل مي قائلة: قبل الزواج والمسئوليات تكون الحياة سعيدة والرومانسية في قمة تواجدها ولكن بعده تصبح المحافظة عليها أمراً شديد الصعوبة وهي مسئولية الزوجين معا وهي بكل أسف ثقافة مفقودة في مجتمعاتنا الشرقية حيث نستسلم لمسئوليات الحياة ليتواري الحب وتبقي العشرة وأكثر ما دفعني للتركيز علي هذه الفكرة هي تجربتي الشخصية التي حارب فيها زوجي حتي تظل الرومانسية حاضرة في حياتنا. ثقافة مي الانجليزية بطبيعة الأمر دفعتها لعدم استخدام اللغة العربية خاصة أنها اطلعت علي تجارب من سبقوها مثل مروة رخا وإيمي موافي فقررت خوض تجربة النشر والتي لم تكن صعبة علي حد وصفها حيث تواصلت مع دور النشر حتي اتفقت أفكارها مع دار نشر شباب بوكس التي تحمس المسئولون بها لفكرة الكتاب. تخوفت مي في البداية من عدم الاقبال علي الكتاب بسبب لغته لكنها تفاجأت بردود الأفعال حوله والمبيعات التي حققها وكذلك ما تلقته من ردود أفعال إيجابية عبر الفيس بوك من قارئي الكتاب من أعمار مختلفة وبالأخص من المتزوجين،وكذلك من الأجانب المقيمين بمصر والذي ساعدهم علي فهم طبيعة الشخصية المصرية. مي تدرس الآن عرضاً بتحويل الكتاب إلي مسلسل تليفزيوني وتبحث عن من يترجمه بدقة إلي اللغة العربية وتنوي تقديم تجربة أدبية جديدة في المجال الاجتماعي الذي تعشقه.