ما بين مؤيد ومعارض وتفاؤل وتشاؤم استقبل أعضاء فرق المسرح المستقل مبادرة قطاع الإنتاج الثقافي برئاسة الدكتور أشرف زكي الدعم المقدم . ففي حين يري البعض أنها خطوة جيدة وتدعو للتفاؤل خاصة أنهم بدأوا بالفعل في وضع لائحة لعمل كيان متكامل لفرق المسرح المستقل و يبدي آخرون عدة ملاحظات بعيدة إلي حد كبير عن التفاؤل. وأهم ما جاء باللائحة إنشاء صندوق لدعم فرق المسرح المستقل لكن نظرا لصدور قرار رسمي من رئاسة الوزراء بمنع إنشاء الصناديق من جديد تم صياغة اتفاق جديد في اجتماع بين أعضاء الفرق والمستشار القانوني لوزارة الثقافة الاثنين الماضي. وقالت رشا عبد المنعم المنسق الإعلامي لفرق المسرح اقترحنا أن ننشئ جمعية ولأن إنشاء الجمعيات سوف يستغرق وقتا طويلا فكرنا أن ننشئ لجمعيتنا الأساسية "جمعية دراسات وتدريب المسرح المستقل" كفرع جديد وأن يكون لهذه الجمعية مجلس إدارة يتألف من 11 عضوًا منهم ثلاثة أعضاء ناشطون هم رشا عبدالمنعم وياسر جراب وياسر علام، والآخرون من ممثلي الفرق وهم عبير علي ومحمد عبد الخالق وسيد فؤاد وطارق السعيد وأشرف عزب وعاطف أبو شهبة وأحمد صالح . وأضافت: الحقيقة أشعر هذه المرة بحالة من التفاؤل عكس المرات السابقة لأن هناك أشياء عملية بدأت تأخذ حيز التنفيذ إلي جانب أن هناك مساندة حقيقية من جانب الدولة وجاءت دون ترتيب مسبق كما أصبح هناك إيمان بأن المسرح المستقل هو الخط الإبداعي الموازي لعمل أشياء فنية مغايرة عن السائد ، لأن أول من تطرق لأزمة المسرح المستقل كان من لجنة المسرح بالمجلس الأعلي للثقافة اني قدمت اقتراحات متعددة في هذا السياق وبالفعل بدأت الدولة تهتم وتقف إلي جانبنا ، وهذا الاتفاق لن يخل بمبدأ الاستقلال الذي تتبناه الفرق حيث هناك قواعد اتفقنا عليها مع الدولة وبالتالي هي ملزمة بتنفيذ الاتفاق كما تم بيننا. أما عن الأزمة التي يواجهها المستقلون عادة في العمل بمسرح الدولة فقالت رشا: ليست هناك مشكلة بالمعني الحقيقي لكن أكثر شيء قد يواجهنا بالفعل في مسرح الدولة هي "الرقابة" فهناك نصوص وعروض لا يمكن تقديمها علي مسرح الدولة إما لكونها جريئة أو لأن آليات إنتاجها ليست هي نفس آليات مسرح الدولة لكن أعتقد أن المسألة حاليا أصبحت أكثر مرونة، لكن هذه المرونة غير كافية لبعض الفرق المستقلة، لأن هناك عروضًا مستقلة قد لا يكون مرحبا بها في مسرح الدولة ليس لأنها جريئة لكن لأن شكل العرض فنيا قد لا يناسب مسارح الدولة فأكثر الفرق المستقلة الجديدة تعتمد في عملها علي الجسد فقط وهذا غير مرحب به كثيرا في البيت الفني للمسرح فنوعية عروض المسرح المستقل مختلفة عن نوع المسرح السائد بالدولة. أما المخرج هاني عفيفي الذي سبق وأسس فرقة مستقلة بعنوان "فرقة مسرح الساعة"، توقفت عن العمل عام 2006 بسبب أزمة الدعم فقال: توقفت عن العمل كمخرج مستقل لأنني لم أستطع الاستمرار كفرقة مستقلة لعدم وجود دعم مادي ، لكنني في النهاية مؤيد جدا للفكرة التي طرحت مؤخرا وهي دعم الدولة للمسرح المستقل لأن العمل كمستقل ممتع جدا ويمنحنا حرية كبيرة وإذا تم هذا المشروع بنجاح لن أتردد في تجميع فرقتي من جديد وإعادتها فما المانع أن تدعمنا الدولة كفرق مسرحية بدلا من دعمنا كأشخاص ، حيث سبق وشاركت بأعمال تابعة لمسرح الدولة أكثر من مرة وكانت أولي تجاربي "ولد وبنت وحاجات" بمسرح الشباب وكان المشروع جيدًا جدا وتم بنجاح وبلا قيود فنية أو إدارية لكن الشيء الوحيد الذي رفض وقتها بشكل تام هو وضع اسم فرقتي علي العرض لأنهم رفضوا التعامل معنا علي أننا فريق هذا ما حدث فقط لكن في النهاية العرض كان يضم كل أعضاء الفرقة وهم مني هلا ورشا عبد المنعم وعماد إسماعيل، وفي النهاية أنا متفائل جدا لأنني أعتقد أن هذه المرة ستكون هناك خطوات جادة وإيجابية خاصة بعد أن أكد ذلك الدكتور أشرف زكي وأخذ المبادرة لدعم المستقلين لأنه لابد أن تحدث حالة من الاتفاق بين المستقلين والدولة و لايمكن أن تكون هناك خصومة بينهما. وعلي الجانب الآخر، هناك مستقلون متشائمون مما حدث لأنهم يعتقدون دائما أن الدولة تعد ولا تفي بهذه الوعود من هؤلاء هاني المتناوي الذي قال: المهم أن تكون هناك صياغة ما لتنظيم علاقة المستقلين بالدولة وهذه تعتبر خطوة جيدة لأنها ستضمن لي وجود مشروع قائم كل عام علي عكس الفترة الماضية والأهم من ذلك أن العلاقة بيننا وبين الدولة أصبحت واضحة لكن رغم كل ما حدث لست متفائلا لأكثر من سبب ، أن هذه الاتفاقات والاجتماعات سبق وعقدت من قبل ولم يحدث شئ وأظن أن كل ما حدث مرتبط بقرب موعد الانتخابات وبعدها قد لا يحدث شيء إيجابي إلي جانب ذلك قد يكون هذا المشروع أيضا مرتبط بوجود أشخاص بعينها وفي حالة عدم وجودهم لن يكتمل كما كنا نتصور.. فضلا عن أنني أعتقد في مسألة أخري هي أن الدولة بعد إغلاقها لمسرح الهناجر الذي كان أعظم تجربة مسرحية منذ عشرين عاما أغلقوه وأضاعوا مستقبل فنانين مهمين ومحترمين فأنشأوا هذا المشروع الجديد للمستقلين كنوع من الترضية لنا فقط ليس إلا، إلي جانب وجود نية لديهم بأن الهناجر لن يعود كما كان من قبل وهذا ما أخشاه بالفعل ، لذلك أنا لا أثق في أصحاب القرار في المسرح المصري مع كامل احترامي لهم، لأنني لا أعتبر أن لديهم أي اهتمام بكرامة الفنان فهم يهتمون دائما بالشكل وليس المضمون حتي أن مسرح الدولة شخصيا يتعامل مع فنانيه وكأنه يمنحهم إعانات اجتماعية!!