تختتم اليوم الأربعاء بالمجلس الأعلي للثقافة فعاليات مؤتمر عشرون عاما من المسرح المستقل التي امتدت علي مدي4 أيام وافتتح فعالياته الدكتور عماد أبو غازي أمين عام المجلس والدكتورة هدي وصفي مديرة مركز الهناجر للفنون الذي يعد القبلة الاولي للفرق المسرحية المستقلة. بدأ المؤتمر ببيان صحفي يحدد مطالب المسرحيين المستقلين من الدولة وبرنامج ندوات حافل لم تلتزم به جلسات المؤتمر التي اتسمت بفوضي إعطاء الكلمات للمشاركين وسوء التنظيم باستثناء الجلسات التي أدارتها د. هدي وصفي وتلك التي اجتهد لضبطها د. حسن عطية العميد السابق لمعهد الفنون المسرحية. ورغم تنويه البرنامج المطبوع للمؤتمر عن حضور عدد من رجال الاعمال الا ان الواقع شهد عدم حضور أي من رجال الأعمال أو المسئولين أو ممثلي المؤسسات الأجنبية الذين وضع المؤتمر اسماءهم كحضور في موائده المستديرة عدا بسمة الحسيني مدير مؤسسة المورد الثقافي التي أكدت للأهرام المسائي عدم مشاركتها في الفعاليات لانه لم يطلب منها ذلك وأن كل ماوصلها كان مجرد دعوة للحضور ولم تتضمن اشارات الي المساهمة بتقديم ورقة أو مداخلة مكتوبة بينما شارك ياسر جراب مدير قاعة روابط في الفعاليات وهما الوحيدان اللذان حضرا من بين نحو18 إسما تضمنتها قائمة المشاركين في المائدة المستديرة ومن بينهم د. فوزي فهمي مقرر لجنة المسرح ورئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والكاتب الصحفي لويس جريس ورجل الأعمال نجيب ساويرس وتايري افيدسيان مدير المشروعات الفنية بالمركز الثقافي البريطاني والفنان د. أشرف زكي رئيس قطاع الانتاج الثقافي ومحمد الصاوي مدير ساقية الصاوي وقد تم تضمين الموائد المستديرة بأسماء كل من أرسلت لهم دعوات دون التأكد من حضورهم وقد تلخصت مطالب المسرحيين المستقلين في الحصول علي مقر إضافة إلي نسبة من ميزانية وزارة الثقافة وإتاحة خشبات مسارح الدولة لتقديم عروضهم أزمة مكان: دارت محاور المؤتمر حول المشكلات التي تواجه تيار المسرح المستقل والتعريف العلمي المحدد للفرق المسرحية( حر مستقل هواة) إضافة إلي افاق استمرار التيار المسرحي المستقل وتطوره واعتبر المؤتمر مركز الهناجر تحت ادارة الدكتورة هدي وصفي نموذجا إيجابيا لدعم المسرح المستقل بما أتاحة من مساعدات في التدريب والانتاج والعرض المسرحي وأكد المتحدث الاعلامي للمؤتمر سيد فؤاد أن أزمة المسرح المستقل الأساسية تتمثل في عدم وجود فضاءات مسرحية تستوعب الأنشطة بشكل مستمر مما يصعب تطوير أدوات المخرج والمؤلف والممثل خاصة في ظل عدم وجود أماكن للتدريب وهو ماكان يتيحه الهناجر قبل هدمه مؤكدا أن الخلط بين مفهوم المستقلين والهواة يكلف المستقلين كثيرا وهو خلط مقصود عند بعض المسئولين في الحكومة وفي وزارة الثقافة بينما ذكر أحمد سمير العضو بفرقة علي صوتكانه لايجد مكانا للعرض لايفرض معاييره الأخلاقية والسياسية والدينية والاجتماعية وهو ماتعرض له عرض الإله الكيربراون عند عرضه في الساقية بسبب رقصة قيل ان فيها ايحاءات جنسية رغم ان عروضا في الأوبرا تشهد رقصات مماثلة ونفس العرض تم رفضه في الجيزويت ولكن لأسباب دينية واقترحت د. هدي وصفي بأن يكون المسرح المدرسي مكانا متاحا للمستقلين مطالبة بأن تكون هناك علاقة بين الطفل والمسرح منذ نعومة أظافره وبأن يعطي الكبار خبراتهم للصغار كما رفضت مداخلة شريف شلقامي( فرقة الجذور) التي أكد فيها أن المسئولين لايعرفون شيئا عن التجارب الناجحة للمسرح المستقل وعلقت هدي وصفي بأن وزير الثقافة كان دائما متحمسا للفرق المستقلة وخصص ميزانية للهناجر لدعمها وعقب شلقامي بأنه يريد ان يكون هناك بروتوكول للتعاون بين مسرح الدولة والفرق المستقلة حتي يتمكن رجل الشارع البسيط من مشاهدة المسرح مطالبا بوضع آلية للعلاقة بين المسرح المستقل ووزارة الثقافة حتي لايرتبط إعطاء الفرصة لفرقة ما بتقديم عرضها الفني في أحد المسارح التابعة للدولة بوجود المسئول المتعاطف. أزمة تمويل وبيانات: اكد الأستاذ عاطف أبو شهبة مدير فرقة الشروق المسرحية للمكفوفين وفرقة الخيال والظل انعدام التواصل بين الفرق المسرحية المستقلة وبعضها البعض وبالتالي فإن عددا كبيرا من الفرق لم تحضر المؤتمر لعدم علمها به وأنه علم مصادفة بهذا المؤتمر مؤكدا عدم وجود قاعدة بيانات للفرق وهو خطأ وقع فيه الجميع مضيفا انه كان ينبغي ان يتم البحث عن حلول بديلة مادام الدعم النقدي من الدولة للفرق المستقلة غير متاح ومن هذه الحلول أن يكون الدعم بمعدات. وأضافت د. هدي وصفي ان هناك وسائل للدعم لايعرفها الكثيرون ومنها دعم مقدم من اليونسكو وطالبت بالتوجه الي مؤسسات المجتمع المدني وطلب الدعم منها باعتبار أن الاستثمار في المسرح المستقل هو استثمار في البشر. وتساءل أحمد ربيع من فرقة تفاصيل: أين التسويق الممكن الذي يتيح مصدرا للدعم بينما طالب محمد عبد الخالق مخرج وعضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر بتغيير القوانين التي تعرقل عمل المسرحيةالمستقلين وحل الأخطاء التاريخية التي وقع فيها المسرح المستقل. بينما اكد طارق سعيد ان اكثر من75% من وسائل التمويل للفرق المستقلة ممنوعة قانونا ومنها وضع أغنيات المسرحيات علي شرائط وكذلك عروض الشوارع والساحات والمدارس. مؤكدا أن وزارة الثقافة كانت تتعامل مع المستقلين طبقا لاحتياجاتها. وطالبت المخرجة عزة الحسيني الوزارة بتخصيص ميزانية سنوية. بينما اعترف سيد فؤاد بأن الدولة قدمت في مهرجان المسرح المستقل الثالث الذي أقيم اخيرا دعما قدره300 ألف جنيه قائلا: لكننا نطالب بالمزيد نحن لاننكر ما قدمته الدولة خلافات: بدت الخلافات واضحة وتضاربت وجهات النظر بين ممثلي الفرق المستقلة حول قبول وصاية الدولة إذا ما قدمت دعما وأثر ذلك علي الاستقلال الحقيقي الذي يؤدي إليه عدم قبول الدعم النقدي وهي نفس الخلافات التي ظهرت عند محاولة إيجاد تعريف للمسرح المستقل الذي عرفه د. حسن عطية بأنه مجموعة من الفرق تمتلك مشاريع تحاول من خلالها أن تغير من مفهوم المسرح السائد الان دون أن تتداخل مع فكرة الفنان الموظف. وقد اكد الناقد مجدي الحمزاوي أن الجهة الراعية لأي عمل فني تفرض شروطها وسياساتها وهو ما سيفقد المستقلين استقلالهم مؤكدا أن الدعم الوحيد المتاح هو اتاحة الفضاءات المسرحية حتي لوكانت بإيجار رمزي وبسؤاله عن شعوره عما إذا كانت هناك سلطة من الدولة تجري ممارستها في المؤتمر تساءل بدوره: أين يقام المؤتمر الآن؟ إنه يقام في المجلس الأعلي للثقافة ولو كان هذا المؤتمر ضد اتجاه السلطة لما أقيم هنا!! بينما أكد حمادة شوشة مؤسس فرقة شوشة المسرحية أنه لا أحد يستمع إلي الآخر في هذا المؤتمر وان هناك اختلافا علي معني المفاهيم والتعريفات التي تدور حولها الجلسات مما يعوق الوصول إلي حلول. وعن اتهامات بعض الفرق للآخرين بأن منهم من يحاول أن يستأثر بالقيادة أكد شوشة أنه حتي وإن كان هذا موجودا فهناك من يقاوم هذه التوجهات مؤكدا أنه مع المطالبين بالدعم لكونه من دافعي الضرائب ومن حقه أن يسأل المسئولين, لماذا لايتساوي المستقلون بالهواة الذين تدعمهم الدولة. نتائج المؤتمر: تري أماني سمير عضوة بفرقة الضوء أن الكتاب الذي سيصدره المجلس الأعلي عن عشرين سنة من المسرح المستقل كأول كتاب يوثق لهذا المسرح يمثل نتيجة ايجابية للمؤتمر لأن فيه فكرة التوثيق والتأريخ لحركة مسرحية مهمة جدا بينما يري د. هاني عبد الناصر, مؤسس ومخرج فرقة هلوسة انه ربما يكون احتضان المجلس الأعلي للمؤتمر يعني أن هناك نية لإيجاد حلول حقيقية لكنه من خلال دراسته وتقديمه لأبحاث الماجستير والدكتوراه اكتشف أن لدينا مشكلة كبري في مصر تجاه تفعيل توصيات المؤتمرات والأبحات العلمية التي توضع غالبا علي الأرفف ولايستفيد منها إلا باحث جديد يريد أن يقدم بحثا سيوضع بدوره علي الرفوف.