نظمت جمعية محبي الفنون الجميلة ندوة بعنوان «التربية المتحفية وأثرها في المجتمع» تحدث فيها كل من النقاد مكرم حنين، صلاح بيصار، الدكتور ياسر منجي، وأدار الندوة الناقد محمد حمزة. في بداية الندوة أشار حمزة إلي إهمال بعض المواقع التاريخية كسبيل أم عباس الذي وصفه بأكثر الأعمال التركية الموجودة عن الفن والأسبلة في مصر أهمية، فهو يضم كتابات بالذهب ذات خطوط جمالية، بالإضافة إلي عمارته المتميزة، كما كان يقام في غرفته العليا مدرسة للرسم، وأكد أن المكان قد تحول أمام هذا الصرح الجميل إلي مجمع للقمامة؛ وذلك يوضح عدم وجود التربية الثقافية الفنية عند هؤلاء الأشخاص، وكذلك وجود التضاد والتناقض بين الجمال والقبح. ومن جانبه أشار الناقد مكرم حنين إلي أن المتاحف عبارة عن مزارع للخيال، المقصود بها معايشة من يذهب إلي المتحف في فسحة من الخيال والمتحققة في الأعمال الفنية، هذه المزارع وفيرة المحاصيل ولكن يجب أن نسقيها، المسئول عن جميع المتاحف العالمية رجال أعمال عالميون وصلوا لدرجة من الثقافة والمعرفة كي يقيموا متاحف تناسب بلادهم؛ ولذلك نجد أن البناء المتحفي هو بناء صرحي موجود في كل الدول المتقدمة، كما يوجد عدد كبير من المتاحف العالمية التي تتميز بحضور جيد جدا كمتحف المتروبوليتان، فهذه المتاحف تفتح أبوابها للجمهور نحو 12 ساعة يوميا. وذكر الناقد صلاح بيصار أن سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" نبهت إلي أشياء كثيرة جدا، فرغم كثرة عدد زائري المتاحف العالمية إلا أن متحف محمد محمود خليل وحرمه زاره يوم سرقة اللوحة 11 شخصاً، ولذلك أري أن الزوار هم حراس المتاحف لو كانت هناك تربية متحفة بشكل حقيقي، فالمتحف هو ذاكرة الأمة، ووثيقة الفن والتاريخ، ونحن عندنا أربعة متاحف كبيرة تضم تاريخ مصر، بالإضافة إلي وجود متاحف كثيرة أخري وطنية مرتبطة بالآثار وغيرها مرتبط بالأعمال الفنية. ودعا بيصار إلي ضم مادة التربية المتحفية إلي المنهج الدراسي لطلبة المدارس، وذلك بمناسبة بروتوكول التعاون الذي تم مؤخرا بين وزير الثقافة ووزير التربية والتعليم حول التنسيق الحضاري، والتوعية الفنية عند الأطفال، والاهتمام بالكتاب المدرسي، بحيث تكون حصة التربية المتحفية بالتبادل مع حصة التربية الفنية كل أسبوع، علي أساس أن ينظم برنامج لزيارة المتاحف يبدأ قبل دخول مرحلة المدرسة؛ وبذلك سيكون زوار المتاحف أمناءها والعين اليقظة التي تحرسها، وليست من المهم الحماية الإلكترونية، فلابد من وجود تأمين بشري. وقال الدكتور ياسر منجي: إن كبار الفنانين تلقوا المبادئ الأولي للفن من زيارة المتاحف كآدم حنين، وحسن سليمان، والفنان الفرنسي ديلاكروا فاستقوا منها أسس الجمال والتصميم، ونوه منجي إلي تطور المتاحف بتطور التاريخ الإنساني، ففي بدايته ظهر مع نواة الاقتناء الفردي التي كان يمارسها كبار الحكام والأثرياء، ثم تحول إلي ملكيات عامة ومؤسساتية تديرها الدولة، وأصبح علاقة الناس بها أكثر وثاقة، وتحول بعد ذلك من الفكرة التقليدية إلي فضاء كامل ثقافي ممكن أن نتعايش فيه مع دروس تثقيفية، ومحاضرات، كما أن التربية المتحفية هي أحد أشكال التربية النوعية والمتخصصة التي تتيح للإنسان التعلم مدي حياته. وأضاف منجي: يجب أن يحرر الأساتذة من خلال هذه المنابر توصيات بأننا نحتاج أشكالاً أخري في الإدارة المتحفية، ومفاهيم جديدة في التربية المتحفية، كما نحتاج أنماطا جديدة للمربي المتحفي.