احتدمت المواجهة بين الحكومة الفرنسية والنقابات العمالية مع إصرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي علي المضي في مشروع قانون إصلاح نظام التقاعد الذي اقترحه برفع سن التقاعد من 60 إلي 62 عاما بهدف الحد من العجز وخفض الدين العام. وحذر ساركوزي من تأثير ما وصفها بالفوضي علي الوظائف والنشاط الاقتصادي في البلاد. فيما دعا برنار تيبو رئيس الاتحاد العام للنقابات العمالية إلي مواصلة الاحتجاجات الحاشدة مع إصرار الحكومة علي المضي في قرارها، وأضاف أنه سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة للاستمرار في الاحتجاجات والإضرابات بصرف النظر عن نتيجة تصويت أعضاء مجلس الشيوخ المرتقبة علي مشروع القانون الخاص بنظام التقاعد. وواجهت فرنسا أمس يوما آخر من الإضرابات والمواجهات في الشوارع والميادين في الوقت الذي تسعي فيه الحكومة جاهدة لإعادة إمدادات الوقود قبل يوم الاقتراع. ونجحت السلطات الفرنسية في فتح الطريق الموصل إلي مطار مرسيليا بعد أن قطع مئات من عمال المصافي المشاركين في الإضراب العام الطريق المؤدي إلي مطار مرسيليا جنوب شرق البلاد. وبلغت واردات الوقود في فرنسا أعلي مستوي لها في الفترة الماضية في الوقت الذي كانت تسعي فيه الحكومة إلي التغلب علي حصار مستودعات الوقود وحصار مرفأ مرسيليا وهو أكبر مرفأ للنفط في فرنسا بعد أن عجزت 51 ناقلة نفط عن الإرساء. ولا تزال نسبة كبيرة من محطات الوقود في فرنسا تعاني من عدم توافر الوقود بسبب إضرابات العمال التي طالت مرفأين من بين ثلاثة مرافئ للغاز الطبيعي المسال حيث كثفت النقابات الضغوط عن طريق الإضرابات في المصافي وتعطيل حركة الشاحنات علي الطرق السريعة الرئيسية والمطارات الإقليمية.