كتبت بالأمس أن هناك 10 قنوات مسيحية فضائية هي التي يمكن مشاهدتها في مصر، وهي قنوات تتنوع في توجهاتها وفي أهداف عملها.. ويمكن تقسيمها إلي قسمين: قنوات مسيحية عامة (علي غرار: Sat 7 بقنواتها المتخصصة، وCTV، وأغابي، ومعجزة، والملكوت، والشفاء والكرمة). بالإضافة إلي قناة علي الإنترنت هي CYC. أما القنوات المسيحية الطائفية، فهي: الحياة، والحقيقة. وأود أن أسجل هنا ملاحظة مهمة، وهي أن الغالبية من هذه القنوات الفضائية المسيحية العامة تتعامل مع شركات إنتاج مصرية، وذلك باستثناء قناة CTV وقناة أغابي لأن مقرهما الرئيسي في مصر، وقناة Sat 7 لوجود مكتب (فرع رئيسي) لها في مصر. كتبت بالأمس عن القنوات المسيحية العامة، أما اليوم فأتناول القنوات الفضائية المسيحية الطائفية، وهي قناة الحياة التي اشتهرت ببرامج القمص زكريا بطرس، وقناة الحقيقة حديثة العهد (والتي تقدم نفسها باعتبارها صوت المتحولين دينياً). وسوف أذكر هنا العديد من الملاحظات علي قناة الحياة، والتي لا أعتقد أنها تختلف كثيراً عن قناة الحقيقة لأن منطقهم وتوجههم واحد حسبما أعتقد. الملاحظ بشدة في القنوات المسيحية الطائفية أنها تقدم العديد والعديد من البرامج، وإنها لا تعاني من أي مشكلات مالية علي غرار القنوات المسيحية العامة، بل إن برامجها وديكوراتها في تغيير وتجديد مستمر. كما أن المجهود الذي يتم فيها.. خاصة في مجال الإعداد.. يشير إلي وجود فريق كبير العدد إلي حد كبير.. وهو ما يعني تكلفة مالية مرتفعة. ورغم ذلك؛ فالتمويل متدفق من مصادر غير معلومة.. للدرجة التي جعلت البعض يصفها بأنها (قنوات بيزنس). كان يمكن أن نجد عذراً للقمص زكريا بطرس.. لو كانت برامجه اقتصرت في الدفاع عن العقيدة المسيحية ضد تجاوزات البعض من شيوخ السلفية؛ ولكنه اتخذ لنفسه منهج وأسلوب الهجوم علي الدين الإسلامي.. فتحول إلي (نجم) ينافس الإعلاميين والفنانين والرياضيين في شهرتهم. ولقد جاوز المدي للدرجة التي جعلته يفسر آيات القرآن الكريم حسبما يدعم هدفه ومنهجه. وهو ما أدي إلي حدوث نوع من الاحتقان في الشارع المصري.. ترتب عليه أن يتحمل كل مسيحي مصري (تجاوزات) زكريا بطرس وشطحاته من نعرات طائفية غير مسئولة وغير منضبطة. إن الخريطة الأولية السابقة للقنوات الفضائية المسيحية العامة والطائفية.. تحتم علينا أن نفرق بينهما في التناول بشكل واضح. وأن نطالب بوجود قوانين تسمح بوجود الصالح منها وفقاً للضوابط المحددة، وتمنع الطالح فيها.. خاصة أنها أمر واقع في الفضاء المصري لا يمكن وقفها.. لأنها تبث من الخارج أصلاً. إنها قنوات فضائية (سوداء).. لا تعمل لصالح الدين.. بقدر ما تعمل لصالح تحقيق الفتنة بوسائل إعلامية سريعة الانتشار وشديدة التأثير. يتطلب الأمر، أن تتعاون وزارة الإعلام مع المؤسسة الدينية المسيحية والإسلامية من أجل صناعة خطاب ديني حقيقي بديل عن الخطاب الديني الطائفي الموجه من تلك القنوات الطائفية سواء كانت مسيحية أو إسلامية. إن ما نعاني منه هو انعدام المسئولية المجتمعية للقنوات الفضائية الطائفية أو كما أفضل أن أطلق عليها القنوات الفضائية السوداء.. المتخصصة في تأجيج المناخ الطائفي..!.