نجحت فتاة مصرية لم تبلغ العقد الثاني من عمرها أن تدخل التاريخ من أوسع أبوابه وتتغلب علي الكثير من العقبات وعلي الظروف الصعبة التي واجهتها بانفصال والديها عن والدتها فكانت نقطة الضعف عندها هي نفسها نقطة القوة التي دفعتها إلي التفوق علي قريناتها من الفتيات واستطاعت أن تكسر المقولة المعروفة أن هناك مقاعد للرجل لا يمكن للمرأة الجلوس عليها إنها مروة السلحدار أول فتاة مصرية تصبح قبطاناً بحرياً وتتخرج في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. التقت روزاليوسف بها وتحكي مروة عن نفسها وتقول إن والديها منفصلان ولديها شقيقان الأكبر مروان ويدرس بنفس الأكاديمية وشقيقها الأصغر بالصف الثالث الابتدائي الوالد يعمل رجل أعمال والوالدة مستشارة إعلامية ولم توفقهما الأيام للاستمرار فكان ذلك دافعاً لها لإثبات نفسها للمجتمع ولكسر هذا العائق. تضيف مروة إنها نشأت محبة للمجتمع وكانت تميل إلي الألعاب الصبيانية فكانت تفضل المسدسات أكثر من العرائس. وتقول القبطانة إن والدتها كان لها الدور الكبير في تحفيزها علي الالتحاق بالبحرية حيث إن أقاربها في هذا المجال بجانب متطلباتها إلي شخص متعاف بدنياً يجتاز الاختبارات الطبية وقدرات مختلفة والسليم عقلياً تقصد بذلك أن يكون علي قدر من الثقافة بالإضافة إلي إجادة اللغة الإنجليزية. وتضيف السلحدار أن قيادة السفينة فن ورغم تطور الإمكانيات لايزال للعنصر البشري الدور الكبير في القيادة فقالت قديماً كان شخصان أعلي السفينة ينظران إلي الأمواج ويراقبان حركتها وحالة البحر حالياً تطورت الإمكانيات وأصبحت الأجهزة الحديثة قادرة علي التنبؤ بحالة الطقس والبحر وأجهزة إنذار متطورة . الأمر الطريف عندما سألنا مروة عن السفينة الشهيرة تايتنيك وعن خطأ قبطان السفينة في جمع المعلومات. قالت لو كنت علي تايتانك لأنقذت الناس فالقبطان لم ينفذ الخطة بمهارة أضافت إن مهمة القبطان هي سلامة البضائع والبشر وأن هناك خططاً موضوعة لمثل هذه الحوادث وسرعة التصرف فيها. وقبطانة مصر الأولي أرادت أن تكون مخالفة لكثير من الفتيات من أقرانها فهي تري أن المرأة أقوي من الرجل في تحملها وأكدت أنها تحمل لمدة 9 شهور وتتكفل بالرعاية التامة لطفلها وهذا بالتأكيد لا يتحمله الرجل كما انتقدت مروة الأجيال الجديدة وقالت لابد من تغيير في نظم التعليم التي تقوم علي التلقين والحفظ. واعترفت مروة السلحدار بوجود عقبة في سوق العمل بعد التخرج فهي تقول إن العدد الذي تم تعيينه من دفعتها قليل جداً وضربت مثلاً بذلك أن شركة «chill» كبري شركات الملاحة أجرت اختباراً ل60 طالباً اجتازوه بدرجات كبيرة ومع ذلك لم يتم تعيين إلا 2 فقط هم الأكثر في التقدير. وفي سؤالنا لها عن الحزب الذي تنتمي له قالت إنها لا تنتمي لحزب معين ولكنها تفضل الحزب الوطني لأنه حزب الشباب والذي يلعب دوراً مهماً في مشاركة المرأة كما تقول وأضافت أنها فخورة بما حققته لأنها فتحت الباب واسعاً أمام الفتيات في هذا المجال البحري وتقول إنها تعشق في مجال الإعلام المذيعة العالمية أوبرا وينفري وتحب في الأدب صلاح جاهين وتحفظ كثيراً من رباعياته. وسؤالنا لها في النهاية عن مواصفات فتي الأحلام الزوج المثالي لها قالت المواصفات الطبيعية لأي فتاة ولكن لابد وأن يكون عطوفاً ومثقفاً ومتفاهما.