"جميعنا تقريبا لسنا ندري من نحن، وإلي أي شيء نصير؟ في حالة حركة كنا، أم نحن في سكون تام؟ نمارس عملياتنا البيولوجية حتي السمجة منها؟ ! من منا الثابت، ومن ذا الذي يسكن حولنا أو يجرفنا إليه؟ نعترف بفشلنا تجاه ما لم نقدر علي تحقيقه أو الوصول إليه، فقط بسبب أن يدا امتدت إلينا وإلي الخلف شدتنا وأخري إليها دفعتنا. المكان وحده الذي يحملنا، ولا يشكو منا ونحن نتذمر منه، بين عاصفة وأخري تدور بنا الحياة، مرة علي ما نشتهي، وثانية يبدو البؤس سمة واضحة لنا. نعيش التعاسة ونحاول أن نردها عنا، وبين هذه وتلك تكون هجرتنا منا إلينا، ومن هناك إلي هنا تسرح بنا خطواتنا، وفي داخلنا ما نحن عليه وندسه عن أعين الآخرين". ما سبق مقتطفات من رواية "غواية" للقاص والشاعر الليبي محمد عياد المغبوب الصادرة حديثا عن دار مصر المحروسة. ويهدي روايته تلك إلي وطنه ليبيا . من أجواء الرواية التي يقسمها صاحبها إلي فصول بأرقام مكتوبة "أولا وثانيا وهكذا... حتي الثامن عشر": "كثيرون ذبحوا ذواتهم كي لا يذبحها غيرهم، بعد أن تيقنوا من أن السكين محيط بعنقها". و"غواية" هي الجزء الأول من مشروع روائي يعقبه جزء ثان بعنوان "تخوم الآخرة".