يبدو أن الطقس أصبح لا يؤمن لا بتوقيت شتوي ولا توقيت صيفي.. فالتغيرات المناخية قلبت كل الموازين الجغرافية.. وفصول السنة الأربعة من صيف وخريف وشتاء وربيع بات من الممكن مشاهدتها في يوم واحد.. أما ارتفاع درجة حرارة الجو فأصبح هو السمة السائدة علي مدار العام حتي تخيل لنا أن فصل الصيف ابتلع الفصول الثلاثة الأخري التي صارت مجرد حالات استثنائية!! زمان.. كان المصريون يرتدون ملابسهم الصيفية والشتوية تزامنا مع «عساكر البوليس» هكذا كان يطلق عليهم.. وكنت إذا ارتديت ملابس الصيف مبكراً كانت تنصحني أمي أو جدتي بالتمهل حتي أري عسكري البوليس بزيه الأبيض الذي كان بمثابة الإعلان الرسمي عن بدء فصل الصيف.. والزي الأسود يعني أنه قد بدأ الشتاء! اليوم.. أصبح المصريون حائرين.. بل وزارة الداخلية نفسها حائرة في مواعيد ارتداء رجالها ملابس الصيف والشتاء.. وها نحن نستقبل التوقيت الشتوي للمرة الثانية هذا العام ومازلنا في عز الحر الذي بدأ مبكراً في مارس الماضي ومازال ضيفاً ثقيلاً يجعلنا نتصبب عرقاً في الصبح والظهر والمساء! مصر.. ليست وحدها التي تعاني من التغيرات المناخية.. العالم كله.. روسيا مثلا شهدت هذا العام ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة.. في فرنسا هناك من لقي حتفه بسبب الحر.. درجة الحرارة في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية وصلت الأسبوع الماضي إلي 45 درجة.. والسبب معروف ومعلوم للجميع.. إنها ظاهرة الاحتباس الحراري التي نتجت عن زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو.. والتي جعلت العالم كله في حالة «حبس» حراري.. ولكن متي سيتم إطلاق سراحنا؟! إن الإجابة عن هذا السؤال في يد الدول الصناعية الكبري وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية.. فلو اهتمت تلك الدول بتخفيض نسبة الانبعاثات الكربونية قد يعود لكوكب الأرض اتزانه الجوي.. وتعود فصول السنة الأربعة إلي ما كانت عليه! كلام في الهوا: بالأمس.. اشتريت 3 كيلو طماطم فطلب البائع مني 24 جنيهاً.. تذكرت هذا الرقم جيداً وأنا متضرر لدفع هذا المبلغ الباهظ مقابل شراء 3 كيلو طماطم.. فهذا الرقم كان هو أول راتب شهري أحصل عليه في حياتي بعد تعييني صحفياً في العام 1980، كما أن هذا المبلغ كان يكفي عائلتي المكونة من أب وأم وخمسة أطفال لمصاريف الشهر من غذاء وكساء في أوائل الستينيات. انتهي مشهد الذكريات وعدت إلي الواقع وأمسكت بكيس الطماطم والعابرون ينظرون لي شذرا وقلت لنفسي.. من المجنون فينا.. الطماطم أم نحن؟!