دعا مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين، رؤساء مجالس إدارة وتحرير الصحف القومية ورؤساء تحرير الصحف الخاصة والحزبية ونخبة من المثقفين والسياسيين من جميع الاتجاهات لدراسة آليات التصدي للفتنة الطائفية ودور الإعلام في ذلك خاصة مع تزايد اتهام الإعلام بالمسئولية عن تأجيج الفتنة الطائفية. واللافت أنه مع كل أزمة يسارع المجلس الأعلي للصحافة ونقابة الصحفيين بعقد اللقاءات والاجتماعات وإصدار البيانات والتوصيات التي تطالب الإعلام بتحمل مسئوليته الوطنية وتحث علي الالتزام بالقوانين ومواثيق الشرف الصحفي في المعالجات وتحذر من المساس بالعقائد لكن ما إن ينفض الاجتماع وتهدأ الأجواء حتي ينصرف الجميع إلي حال سبيله، وكأن بينهم موعداً للقاء في الأزمة المقبلة، ما رأي المشاركين أو المدعين إذا جاز التعبير فيما سيناقش؟ وما آليات تفعيل ميثاق الشرف الصحفي علي أرض الواقع؟ وهل نحن في حاجة لضوابط جديدة أم تفعيل ما هو قائم حفاظاً علي حرية التعبير مما يلوثها من تجاوزات؟ وغيرها من التساؤلات نطرحها في هذا التحقيق. عبد الله حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط - يري أنه لابد من الالتزام بميثاق الشرف الصحفي والضمير المهني والمصلحة العامة والابتعاد التام عن مناقشة القضايا المتعلقة بالعقيدة مشدداً علي أن النقابة لا تحتاج لتشريع جديد بل المشكلة الحقيقية أنها لا تقوم بدورها في تفعيل القانون. وأكد حسن أن مجلس النقابة إذا كان حريصاً علي المهنة فعليه أن يقوم بدوره بتفعيل لائحة الجزاءات التأديبية للتصدي لمتجاوزي آداب المهنة كما تطالب النقابة بحماية حرية الصحفي وإلا فلا لوم علي من يلجأ للقضاء فكما أن للصحفي حقوقاً فعليه واجبات. ويري علي هاشم - رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير - أن هناك تجاوزات صحفية وإعلامية في الفضائيات تساعد علي إثارة الفتنة وتتطلب ضوابط حاكمة للتصدي لها والنقابة تملك الإنذار والوقف عن ممارسة المهنة مضيفاً: المشكلة الحقيقية أن النقابة ليست مشغولة بالقضايا المهنية بقدر انشغال أعضاء مجلسها بالقضايا الهامشية. وغيرها من الأمور التافهة في حين يتم تجاهل القضايا الشائكة التي تهدد مستقبل المهنة. وأضاف: مع تزايد المواقع الإلكترونية الصحفية التي يعمل بها صحفيون لابد من وضع ميثاق وضوابط لعملها حتي لا تنشر الفبركات مع تزايد تأثير تلك المواقع، لافتا إلي أن المصريين مسلمين ومسيحيين يعيشون في وطن واحد ولابد من غرس ثقافة الوحدة، مشيرًا إلي أن اللواء فؤاد غالي وهو مسيحي الديانة قاد مسلمين ومسيحيين في حرب أكتوبر.. ودور الصحافة التركيز علي تلك الجوانب لمحاربة دعاة الفتنة. ويؤكد أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام أن ما يحدث من بعض وسائل الإعلام يشبه الشخص الذي يحمل البنزين لإلقائه علي النيران ومثل تلك الاجتماعات التي تصاحب الأزمات ليست حلا بل الحل الأمثل هو محاكمة كل من يثير الفتنة الطائفية أمام القضاء وردعه بالعقوبات القانونية حتي لا يدمر المجتمع. وأضاف سرايا أن المجتمع الأمريكي الذي يمتاز بالحرية لا يسمح إطلاقا بأي تناول به تمييز في وسائل الإعلام، ويعاقب كل من يتورط في تلك الأمور حتي إذا كان تمييزا عنصريا بين أبيض وأسود أو تمييزا دينيا أو جنسيا، فالجميع سواء أمام القانون. وأضاف سرايا: في مصر أسيء استخدام الحرية وعلي النقابة دور مهم في تدريب شباب الصحفيين حول الضمير الصحفي ودور الصحافة في الحفاظ علي أمن وسلامة المجتمع والوطن. وتشدد فريدة النقاش رئيس تحرير الأهالي علي أن هذا اللقاء لابد أن يخرج بتوصيات قابلة للتفعيل علي أرض الواقع، مضيفة أنها ستقدم مقترحاً خلال الاجتماع تدعو خلاله إلي عقد مؤتمر وطني موسع لبحث القضايا المثيرة للأزمات ومنها بناء الكنائس ومناهج التعليم والوظائف يحضره نخبة من المفكرين وكذلك دور الإعلام في تحقيق الوحدة. ونوهت النقاش إلي أن الصحافة تعكس واقعاً فهناك احتقان طائفي ولكن للأسف بعض الصحف تتعمد الإثارة ومع ذلك فهي لا تستطيع أن تنشئ أزمة من العدم فالأمل أن هناك شخصيات تطلق تصريحات طائفية. وقالت النقاش ليس من دور وسائل الإعلام نشر النقاش حول الشئون العقائدية لأن مكانها المؤسسات العلمية والدينية ودور العبادة ومن الخطر متاجرة بعض الصحف بها ونشرها علي الرأي العام. وشددت النقاش علي أن وسائل الإعلام بإمكانها معالجة القضايا من خلال استضافة المثقفين التنويريين لكن ما يحدث أن بعضها يبحث عن الإثارة من خلال استضافة المتطرفين مذكرة بأزمة د. نصر حامد أبوزيد ورفض الإعلام حينها لظهوره فيما فتح المجال للمتطرفين منتقدة بشدة جماعة الإخوان المسلمين المحظورة ودورها في تلك الحملات الطائفية. فيما يري عمرو الليثي - رئيس تحرير جريدة الخميس - أن الصحفي ناقل للخبر بنسبه إلي مصدر ولا يجب أن نحاسب الإعلام علي دوره الذي يقدم به مادام يلتزم بمثياق الشرف الصحفي ويتجنب إثارة النعرات الطائفية وهنا يجب التركيز علي أن المسئول هو مطلق التصريحات ويحاسب الصحفي فقط إذا حرف تلك التصريحات ونسب للمصدر ما لم يقله وهذا ينطبق علي أزمة الأنبا بيشوي في تصريحاته المثيرة فهو المسئول عنها. ويضيف الليثي مع ذلك فهناك بعض الصحف التي تتخذ في تغطياتها منحي إثارياً والجماعة الصحفية لديها من الفطنة والالتزام بآدب المهنة ومصلحة الوطن ما يجعلها تتصدي لذلك وأتوقع أن يكون هذا الاجتماع لتوضيح ما إذا كان هناك أخطاء في التغطيات أم أن المسئول عنها هو من أطلقها. ودعا الليثي مؤسسة «روزاليوسف» لطباعة ميثاق الشرف الصحفي وتبني مبادرة توزيعه علي الصحفيين وشن حملة للدعوة للالتزام به مع مطالبة النقابة بدورات تدريبية لشباب الصحفيين لتوعيتهم بحدود الحرية ومبادئ وبنود ميثاق الشرف.