فجرت أمس هيئة محكمة جنايات القاهرة مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلن المستشار عادل عبدالسلام جمعة رئيس المحكمة بإصداره حكمًا بالسجن 15 عامًا للمتهم هشام طلعت مصطفي و25 عامًا للمتهم محسن السكري عن تهمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم وكذلك 3 سنوات للأخير عن إحرازه سلاحًا أبيض وصادرت مبلغ المليوني جنيه والسلاح والذخيرة المضبوطين في القضية وألزمت المتهمين بالمصاريف الجنائية. وقررت المحكمة إحالة الدعوي المدنية المقامة من والد المجني عليها عبدالستار خليل تميم وشقيقها خليل ووالدتها ثريا ظريف إلي المحكمة المدنية المختصة بدون مصروفات ورفض الدعاوي المدنية المقامة من عادل معتوق ورياض العزاوي المتنازعين علي الزواج من المجني عليها لسابقة الفصل في الدعويين المقامتين منهما. ورفضت دعوي مدنية مقامة من محام يدعي ممدوح تمام ضد وزير العدل لطلبه تعويضًا عن السماح لحضور المحامين الأجانب في القضية. جاء حكم أمس مفاجئا وعلي غير المتوقع من المتهمين والدفاع ووسائل الإعلام لصدوره بغير سماع مرافعة الدفاع وأثناء مناقشة طلبات الدفاع التي سبق أن طلبوها في الجلسة الماضية وظهر المتهمان في حالة من الانهيار والذهول بعد صدور الحكم إلا أن رجال الأمن أسرعوا في إخراجهما خارج القفص وقاموا بإخلاء القاعة من جميع الحضور. وفي هذا الشأن صرح مصدر قضائي بالمحكمة بأنه يوجد سوابق قضائية أصدرت فيها المحاكم الجنائية أحكاما في إعادة محاكمة متهمين دون سماع مرافعة محامي المتهمين وضرب مثالا بقضية نواب القروض. وأضاف المصدر: ما دامت المحكمة اطمأنت واستقر وجدانها إلي إدانة المتهمين في ارتكابهما الجريمة فيجوز لها الحكم دون الحاجة لإعادة المرافعة نظرًا لوجود مرافعة سابقة لدفاع المتهمين فضلاً عن أن محامي طلعت والسكري لم يأتوا بجديد طيلة 13 جلسة في إعادة المحاكمة ومن المؤكد أن هيئة المحكمة رأت أن دفاع المتهمين يسعي لتعطيل الفصل في الدعوي. لكن مصادر قضائية أخري رأت أن الحكم أهدر حقوق المتهمين الأساسية في مناقشة الشهود والاستماع لمرافعات محاميهم، مشيرا إلي أن نقض الحكم الأول وإعادة المحاكمة يعني محاكمة كاملة الاجراءات والاركان وهو ما لم يتوافر في المحاكمة الثانية لهشام والسكري. وقالت هيئة المحكمة لطلبات الدفاع أنها استجابت في سماع شهود الإثبات والنفي وأرسلت النيابة لهم طلبات حضور لسماع شهادتهما فحضر اثنان فقط لسماع شهادتهما أمس وتعذر حضور باقي الشهود ونظرًا لاستحالة حضورهم اكتفت المحكمة بما جاء علي لسانهما في التحقيقات. وقع الحكم كالصاعقة علي مسامع أسرة المتهمين الذين اصيبوا بصدمة كبيرة واعتبروه حكمًا قاسياً وغير متوقع صدوره في هذه الجلسة. وعلمت «روزاليوسف» أن تنازل أسرة المجني عليها سوزان تميم عن اتهام هشام طلعت مصطفي وقبولها للدية كان له الأثر الأكبر في تخفيف الحكم عليه من 25 عاما إلي 15 عاما. وشهدت اللحظات الأولي من جلسة أمس انشقاقًا وعدم تنسيق بين هيئتي الدفاع عن المتهمين هشام طلعت مصطفي ومحسن منير السكري، وذلك عندما تقدم دفاع طلعت بمذكرة عاد فيها عن سماع بعض الشهود الذين طلب سماع شهادتهم في الجلسة الماضية، وبدوره قام المستشار عادل عبدالسلام جمعة بتلاوة نص المذكرة المقدمة من قبل الدفاع في جلسة أمس. وجاء بها إن التنازل عن سماع جميع الشهود الذين طلبوا سماع شهادتهم إلي الجلسة الماضية ماعدا الاتي اسماؤهم وهم الدكتورة هبة العراقي الطبيبة الشرعية التي أعدت تقرير البصمة الوراثية والدكتور عادل المسيري أستاذ متفرغ بطب عين شمس «شاهد نفي» وشعيب علي راهلي رئيس «نيابة بر دبي» والنقيب أحمد عبدالله من شرطة دبي ورئيس وحدة الكلاب البوليسية بدبي والمختصين بتشغيل كاميرات المراقبة يوم 28 يوليو 2008 في برج الرمال 1 وفندق الواحة، وتنازل دفاع المتهم الثاني «هشام طلعت» عن سماع باقي الشهود الذين طلب سماعهم واكتفي بما جاء في أقوالهم الثابتة في التحقيقات. وأشار جمعة في البند الثاني من المذكرة التي قدمها الدفاع إلي تمسكه بباقي الطلبات التي استجابت لها المحكمة في الجلسة السابقة، وعلل دفاع المتهم العدول عن باقي طلباته لعدم اطالة امد نظر القضية. وظهر الاختلاف للمرة الأولي وعدم التنسيق بين دفاع المتهمين بعد أن ظل عاطف المناوي محامي المتهم محسن السكري واقفا أمام المنصة في ذهول أثناء تلاوة هيئة المحكمة نص المذكرة المقدمة من دفاع هشام طلعت وقرر أنه لم يتنازل عن سماع كل الشهود الذين قررت المحكمة سماع أقوالهم في الجلسة الماضية وعدم الاكتفاء بالشهود الذين طلبوا من خلال مذكرة دفاع المتهم هشام. وأعلن المناوي تمسكه بطلباته، وتمسك أيضا بجميع طلباته الموجودة بالمذكرتين المبدئية والختامية إلا أن رئيس المحكمة رفعها ثم عاد وأصدر حكمه في القضية رفعت لسماع قرار المحكمة الذي جاء بمفاجأة الحكم. واستمعت خلال الجلسة إلي أقوال الشاهدين الدكتورة هبة العراقي وسألها الديب هل تشمم «الكلب» بعينة من الحمض النووي يفسدها فأجابت بالنفي وأعاد عليها السؤال أكثر من مرة فقررت نفس الإجابة لا يفسد الحامض النووي. وأشارت الشاهدة إلي أنها تقوم احياناً بفحص فأساً ملوثًا بروث الماشية والطين واستخدم في جريمة قتل وقامت بفصل عينات الجينات عن باقي العينات الموجودة علي الفأس دون أن تؤثر علي عينة الدماء، وقالت الشاهدة: إن روث الماشية اصعب من شم الكلب وبالتالي لا يفسد العينة.