يخلق قانون الصدفة في التعامل مع كنوزنا الثقافية حالة من الفوضي العارمة حولها وتكون النتيجة البديهية أن يعثر عليها أحفادنا في كتالوجات كبري صالات المزاد العالمية معروضة للبيع، والحالات عديدة وواضحة للعيان وتجري حولها تحقيقات رسمية. نترك خبيئة من أندر لوحات الخط العربي تمثل نماذج للخط الإسلامي أبدعتها مجموعة من أشهر وأبرع الخطاطين الأتراك والمصريين منذ عهد الدولة الإسلامية وحتي بداية القرن العشرين وفق تقييم خبراء المتحف الإسلامي بالقاهرة ، لغياهب المجهول أكثر من عقد من الزمن دون أن يتم تتبع مسارها ومكانها ودون أن يعرف الرأي العام بوجودها. وخضوعاً لقانون الصدفة أيضا أثيرت قضية" خبيئة الغوري" في هوجة التصريحات التي أعقبت فضيحة لوحة" زهرة الخشخاش" وتحين بعض ممن عاصروا" فرحة" العثور عليها ، الفرصة المناسبة لمجرد السؤال عن مصيرها، لتتضارب التصريحات ما بين إنكار وجودها والعودة للاعتراف به. للصدفة أيضاً ألاعيبها في عدد لوحات الخبيئة فتارة هي83 لوحة وتارة آخري يتجاهل المسئولون ثلاث لوحات منها لتصبح 80 فقط، وتظل ثلاثة كنوز نادرة من الفن الإسلامي، تتجاوز قيمتها الملايين، مجهولة المصير. قد يبث الطمأنينة في صدور المثقفين والمهتمين، أن تسارع وزارة الثقافة وتخطط لتنظيم معرض لها يبرهن للجميع أنها نجت من فوضي الإهمال. صدفة أخري تكررت لكن في بغداد؛ إذ تم الإعلان عن العثور علي أكثر من 600 قطعة أثرية نادرة تركت مهملة في مخزن بمكتب رئيس الوزراء العراقي بعد عامين من قيام الحكومة الأمريكية بإعادتها للعراق من أصل أكثر من 15 ألف أثر فقدتهم العراق مع الغزو الأمريكي عام 2003، وقد تم العثور عليها - بالمصادفة - وسط صناديق أدوات مطبخ ومائدة. ولابد وأن تدين سلاسل المزادات العالمية للصدفة بالفضل الكبير في تغذيتها بكنوز وآثار العالم العربي تتاجر فيها كيفما تشاء.