طالعتنا وسائط الإعلام الإيطالية المختلفة صباح الأحد الماضي بأن إضراباً شاملاً سوف يعم محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد من ظهر الأربعاء 15 سبتمبر إلي ظهر يوم الجمعة 17 سبتمبر أي لمدة يومين سوف تمتنع المحطات عن تموين السيارات بكل أنواعها بالوقود والهدف رفع سعر البنزين والسولار وأيضا رفع مرتبات العاملين بتلك المحطات. والإعلان عن إضراب بمثل هذا الأهمية يعود لنوع السلعة التي سيضرب أصحابها والتي ستؤثر علي الحياة العامة «اقتصاد وحركة وحياة كاملة» لكل الإيطاليين بل كل من له علاقة بالحياة في هذا البلد. وتابعنا حركة تموين السيارات في «الأوتسترادات» وفي المدن كلها شبه طبيعية فلا طوابير ولا زحام للسيارات ولا شيء غير تقليدي يحدث في الطرق والهدف من الإضراب هو مناقشة رفع سعر الوقود حيث لتر البنزين يتراوح ما بين «واحد يورو وثلاثين سنتاً، واحد يورو وخمسة وأربعين سنتاً» أي ما يعادل «أربعة عشرة جنيهاً» للتر لبنزين الذي يعادل بنزين 92 في مصر وتدور المناقشات بين منظمات الأعمال والحكومة والشركات المنتجة للوقود علي قيمة الرفع المطلوب ما بين 20 و30 سنتاً للتر البنزين ولعل تلك الإضرابات التي تمس عصب الحياة لدي المواطنين تعامل معاملة مكشوفة وشفافة في أجهزة الإعلام والجميع واثق بأن النهاية سوف تحقق العدالة المطلوبة سواء لصاحب السلعة أو مستخدمها ولكن الأهم أن النظام العام هو السائد بلا قيد ولكن بانضباط طبقاً للقوانين السائدة في البلاد ولعل جلسة في البرلمان الإيطالي بالأمس قبل إندلاع الإضراب قد توصلت إلي حل وسط وهو تأجيل الإضراب لمدة 48 ساعة للوصول إلي حل مع المنتجين وأصحاب محطات الوقود. ولعل في عام 1973 وحينما كنت أدرس الدكتوراة في أكاديمية روما للفنون الجميلة عقب حرب أكتوبر ورفع أسعار البترول أذكر بأن في تلك الأزمة التي أصابت العالم بالركود لامتناع الدول العربية عن تصدير البترول لأوروبا وأمريكا بأن توقف سير المركبات أيام الإجازات وكذلك تسيير نصف المركبات وهي ذات الأرقام الفردية في يوم وذات الأرقام الزوجية في يوم آخر وانتشرت في شوارع أوروبا العربات «الكارو» والأحصنة وكذلك العجلات الهوائية «بسكليتات» كل ذلك دون أي إضرار بالنظام العام!! علنا نتعلم!!