مع تصاعد القصف المتبادل بين إسرائيل وحماس الذي وصل ذروته بتهديد أطلقه الجيش الإسرائيلي بتكرار عملية الرصاص المصبوب ضد غزة احتدمت الخلافات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال الجولة الثالثة من المفاوضات التي عقدت في القدس أمس الأول بسبب الاستيطان إذ كشفت مصادر فلسطينية أن اجتماع عباس - نتانياهو كاد ينفجر حيث هم الرئيس الفلسطيني بمغادرة الاجتماع جراء اصرار الجانب الإسرائيلي علي استئناف الاستيطان لولا تدخل الطرف الأمريكي. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسئول فلسطيني فضل عدم ذكر اسمه: إن «عباس أكد لنتانياهو أنه إذا استمر الاستيطان لن تستمر المفاوضات» وذلك رداً علي تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي له أنه «لن يوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية». وأوضح المسئول الفلسطيني أن نتانياهو ركز خلال جولة القدس علي موضوع الأمن بينما ركز عباس علي موضوع حدود الدولة الفلسطينية المقبلة. ورغم رفض إسرائيل لاقتراح تقدمت به وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ينص علي تمديد وقف الاستيطان لمدة ثلاثة شهور.. طالب قادة دول الاتحاد الأوروبي ال27 في اجتماع عقد أمس في بروكسل إسرائيل بتمديد وقف الاستيطان من أجل ضمان استمرار المفاوضات المباشرة معتبرين المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية بموجب القانون الدولي. وأعلنت كلينتون خلال لقائها أمس الرئيس الفلسطيني أن بلادها «مصممة» علي التوصل لاتفاق سلام من خلال المفاوضات المباشرة يحقق «طموحات الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة». ميدانياً رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب وعزز من انتشار قواته علي طول الحدود مع قطاع غزة الذي شهد أمس عدة غارات جوية شنتها طائرات إسرائيلية من طراز إف16 علي أهداف داخله. وبحسب التليفزيون الإسرائيلي فإن ذلك جاء رداً علي اطلاق قرابة عشرة صواريخ منها اثنان فسفورية وآخر من طراز جراد أمس من غزة علي جنوب إسرائيل وهو ما نفته حماس. واعتبر قادة الجيش الإسرائيلي تصعيد القصف من غزة علي إسرائيل محاولة من حماس وبعض الفصائل الفلسطينية لاثبات وجودها كعامل يجب أخذه في الاعتبار مع استئناف المفاوضات. ولوح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي جابي اشكنازي بشن حرب جديدة علي غزة بسبب الصواريخ والقذائف التي تطلقها الفصائل باتجاه بلاده. وقال اشكنازي إن «تهديد الصواريخ هو أحد التحديات المركزية التي سيضطر الجيش الإسرائيلي إلي مواجهتها في السنوات القريبة، فأعداؤنا يحاولون استنزافنا، وعملية الرصاص المصبوب التي جرت نهاية 2008 أوضحت لنا أنه لا يمكننا جعل العدو يطلق النيران بحرية وعلي الجيش الإسرائيلي أن يزيل هذا التهديد». من جانبها شككت حماس في إعلان الشرطة الإسرائيلية سقوط قذيفتين فسفوريتين اطلقتا من غزة تجها جنوب إسرائيل، واعتبرت ذلك مجرد أكاذيب، وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبوزهري إن هدف إسرائيل من وراء نشر هذه الأنباء هو تهيئة الأجواء لمزيد من التصعيد المحتمل ضد غزة، لافتا إلي أن هذه الادعاءات تأتي عقب تهديدات بشن حرب جديدة علي القطاع. من ناحية أخري ناشد فيليبو جراندي المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» الدول العربية، في كلمة ألقاها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بتعزيز مستوي الدعم المقدم للاجئين في ظل الأزمة المالية الخانقة وغير المسبوقة التي تمر بها الأونروا. وأوضح أن الأونروا تواجه عجزا ماليا هذا العام تعدي 80 مليون دولار متوقعا مزيدا من العجز المالي خلال العام المقبل محذراً من تأثير ذلك مباشرة علي اللاجئين.