صعدت إسرائيل من حربها النفسية تجاه سكان غزة وهددت بشن عملية عسكرية جديدة تحمل اسم الرصاص المصبوب رقم2 ضد القطاع في وقت لا تزال فيه تداعيات الحرب الأولي مستمرة رغم مرور عام عليها. وذكر التليفزيون الإسرائيلي إن عملية الرصاص المصبوب رقم2 قد تستغرق أسبوعا وإن الجيش الإسرائيلي يعول علي الدبابات من طراز مركفاة4 وسلاح المدفعية ودخول المشاة إلي القطاع لحسم الحرب، ونقل التليفزيون عن أحد ضباط الجيش الإسرائيلي قوله سننشر قواتنا في المناطق المكتظة بالسكان ونتدرب علي الاحتماء من أسلحة بالغازات قد تستخدمها المنظمات الفلسطينية. وفي السياق ذاته عرضت إسرائيل النظام المضاد القبة الحديدية الذي طورته لاعتراض الصواريخ قصيرة المدي لاسيما صواريخ المقاومة الفلسطينية وقالت إنها اثبتت نجاعتها. وتأتي هذه الاستعدادات العسكرية في صفوف الجيش في إطار تصاعد مزاعم إسرائيل بامتلاك الفصائل الفلسطينية لا سيما حماس صواريخ مضادة للمدفعية. من جانبه قال: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه ينظر بخطورة بالغة إلي الهجمات التي يتم خلالها إطلاق القذائف الصاروخية وقذائف الهاون علي الأراضي الإسرائيلية إنطلاقا من غزة. وأكد نتانياهو أمس أن إسرائيل سترد بحزم وصرامة علي أي اعتداء صاروخي فلسطيني. في غضون ذلك رأي الخبير في الشأن الإسرائيلي رأفت حمدونة أن تنفيذ سيناريوهات الرصاص المصبوب رقم2 علي غزة ليس في المنظور القريب بالرغم من الإرهاب الإعلامي الإسرائيلي وتهديداته المتواصلة. وأضاف حمدونة إنه من المؤكد أن لا خطر أمنيا علي إسرائيل من غزة، رغم تهويل تهريب السلاح بدليل أن تقرير جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك أكد في نهاية عام 9002 أن العام المذكور سجل انخفاضًا كبيرًا في الهجمات التي ينفذها الفلسطينيون ضد إسرائيليين. وعدد حمدونة أسبابًا تدلل علي استبعاد ارتكاب الاحتلال لحرب شاملة وعامة ضد غزة منها أن الجبهة الداخلية في إسرائيل غير مستعدة لحياة الملاجئ في أقل من عام، وأن إسرائيل مازالت تعيش أزمة الحرب الأخيرة علي المستوي القانوني والحقوقي، وتقرير جولدستون ما زال يثير حفيظة إسرائيل والمعنيين. وأضاف إن الاحتلال لا يريد تغيير الواقع الفلسطيني القائم ولا يريد تغيير حالة الانقسام الموجودة بين غزة والضفة، لما لهذا الواقع من فائدة إسرائيلية والذي حقق من خلالها الاحتلال تهويد القدس، والهروب من استحقاق السلام علي أقل مستوي. وأكد أن أي حرب إسرائيلية علي قطاع غزة ستجد معارضة دولية. علي صعيد آخر أوضحت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال جيمس جونز سيصل إلي إسرائيل الثلاثاء المقبل لإجراء محادثات ستتركز علي التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي. وألمحت مصادر رفيعة في إدارة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما ومسئولون بارزون في وزارتي الخارجية والدفاع الإسرائيليتين إلي أن الإدارة الأمريكية السابقة باعت خلال عامها الأخير في الحكم معدات عسكرية متقدمة إلي الدول العربية المعتدلة لدعمها في وجه التهديد المتصور من جانب إيران ما اثر علي التفوق العسكري النوعي لإسرائيل ونقلت الصحيفة عن مايكل أورين سفير إسرائيل لدي واشنطن قوله: اكتشفنا أن التفوق العسكري للجيش الإسرائيلي بدأ ينحسر، وأضاف واجهنا إدارة أوباما وقلنا: اسمعوا.. لدينا مشكلة. وأوضح أورين أن استجابة إدارة أوباما كانت إيجابية وفورية، مضيفا إنهم وعدوا بالتعامل مع الموضوع وضمان الحفاظ علي التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي ومنذ ذلك الحين بدأنا في إجراء حوار بهذا الشأن.