علي مسافة آلاف الكيلو مترات من مدينة القاهرة بلد الجامع الأزهر الشريف وفي مدينة جينسفيل إحدي مدن ولاية فلوريدا الأمريكية سمع العالم اسم تيري جونز لأول مرة.. وهذا ما كان يهدف اليه في حقيقة الأمر. تيري جونز صاحب الثمانية وخمسين عاما انحسرت دراسته في علم الأحياء وحصل علي درجة الدكتوراه من جامعة اوريجون الأمريكية ثم عمل كأستاذ متخصص في علم تشريح الفقاريات الا ان درجته العلمية لم تحقق له ما يبتغيه من شهرة وصيت فانطلق نحو مجال آخر يحقق له ما يحلم به انطلق نحو الاعلام وبدأ بالكتابة في جريدتي الجارديان والاوبزرفر فعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما أسفرت عنه راح يكتب المقالات الصحفية التي تثير الرأي العام علي الدين الإسلامي ويدعو في كتاباته إلي كراهية العرب وكل من يدين بالدين الاسلامي واتجه جونز الي العمل الكنسي وتولي ادارة كنيسة بمدينة كولن بألمانيا وكانت تسمي بالمجموعة المسيحية لينتقل بعد ذلك الي ولاية فلوريدا ليتولي إدارة كنيسة أخري هي مركز حمائم التواصل العالمي والتي لا ينتمي إليها أكثر من خمسين فرداً هم كل رعايا الكنيسة . وهو يدير من منزله بمساعدة زوجته سيلفيا شركة لبيع الأثاث من خلال موقع الانترنت الشهير اي باي الا ان ذلك العمل ومن قبله عمله كمدير لأحد الفنادق لم يحققا له ما تمناه من شهرة فاتجه الي كتاب الإسلام المقدس مستغلاً ذكري مرور تسع سنوات علي حادث الحادي عشر من سبتمبر ليبدأ قبلها بأيام دعوته الي حرق المصحف الشريف كتاب المسلمين المقدس. ذلك هو تيري جونز الذي لا تري له فيلماً علي شبكة اليوتيوب الشهيرة بعرض أفلام الفيديو إلا جالساً امام شاشة جهاز الكمبيوتر وعن يساره مسدس وكأنه يقول لكل من يشاهده.. انها الحرب علي دين الاسلام وانا مستعد لها . واذا كانت طلقة الرصاص الواحدة من مسدس جونز لا تصيب الا شخصاً واحداً فان الطلقات التي يطلقها عبر جهازه مستخدماً شبكة الانترنت تصيب الملايين من مستخدمي الشبكة العنكبوتية ومن المؤسف ان دعوة ابيلهب القرن الحادي والعشرين سار علي نهجها راع آخر لإحدي الكنائس بولاية كنساس الأمريكية فتجرأ هو الآخر وأحرق بعض الصفحات من كتاب الله الكريم والذي لا شك فيه ان مواقع التواصل «الجهنمية» من خلال شبكة الانترنت العالمية كان لها اكبر الأثر في نشر وتبليغ دعوة جونز المخزية. والآن.. الأزهر الشريف منارة الاسلام صاحب الألف عام واكثر في خدمة دين الاسلام الجامعة الاسلامية التي تخرج فيها دعاة الاسلام يحافظون علي اركان واصول الدين الحنيف في كل بقعة من بقاع الارض قلعة النضال الوطني المصري ضد غزاة الحملة الفرنسية وهجوم جيوش العدوان الثلاثي حاضن البعثات الاسلامية التي تضم ابناء كل البلاد الاسلامية من قارات العالم تدرس علوم الاسلام بمدينة القاهرة أزهر الشيخ محمد الخراشي المالكي والشيخ حسن العروسي والشيخ مصطفي العروسي والشيخ محمد ابوالفضل الجيزاوي والشيخ محمد مصطفي المراغي والشيخ عبدالمجيد سليم البشري والشيخ محمود شلتوت وغيرهم من مشايخ الإسلام الأجلاء الذين حموا مجمع الإسلام وجامعة.. يكتفي ان يصدر عنه ذلك التصريح "الطيب" ان حرق القرآن الكريم عمل حقير!! الا يمكن ان يكون دفاعنا عن كتاب الاسلام المقدس بنفس سلاح الهجوم عليه؟ الا يمكن للجامع الازهر الشريف ذ وهو يملك من الامكانات الهائلة ما يتيح له عمل ذلك - ان ينشئ موقعاً خاصاً علي الشبكة العنكبوتية يتحدث بكل لغات العالم يشرح بعضاً من صفحات القرآن - الذي احرقت صفحاته - عن مدي احترام وتوقير آيات كتاب الاسلام المقدس للسيدة مريم العذراء وابنها عيسي عليهما افضل السلام ولكل الرسل والانبياء قبل الرسول الخاتم موقعاً يشرح سماحة دين الإسلام ورسوله التي سطرتها آيات سورة المباركة ليتعرف كل العالمين علي روح الاسلام التي لم تتح الفرصة من قبل للتعرف عليها؟ الا يمكن للجامع الازهر الشريف ان يسخر امكاناته للاعلان عن اطلاق ذلك الموقع علي جميع مواقع التواصل الاجتماعي المشهورة والتي يتصفحها الملايين من سكان الارض كل دقيقة مثل موقع اليوتيوب والفيس بوك وتويتر وفي ذلك الاعلان اهمية لا تقل عن اهمية اطلاق موقع الدفاع نفسه؟ اثق في ابن صعيد مصر المتخرج في جامعة الازهر الحاصل علي ارفع الدرجات العلمية من جامعة السوربون الفرنسية اعرق جامعات العالم ثقافة وعلماً شيخ الاسلام الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب.. انه لأول مرة ازاء الاعتداء علي قدسية كتاب الله.. لن يكون طيباً بالمرة فهذا هو حق دين الاسلام عليه وحق المسلمين الذي يجب ان يحصل عليه.