دخلت كنيسة أمريكية جديدة الي "موضة" حرق نسخ من المصاحف وأعلنت بدورها أنها ستشعل النار بنسخ من الكتاب الكريم جمعتها للحرق ظهر أمس السبت في فناء مقرها الواقع بأرياف مدينة توبيكا في ولاية كنساس الأمريكية، وذلك وفقا لما أعلنته الكنيسة في موقع لها علي الانترنت. وذكرت قناة العربية علي موقعها علي الانترنت أن كنيسة "وستبورو ببتيس تشيرش" تفخر بأنها تكره كل شيء تقريبا، من يهود ومسلمين ومسيحيين تقليديين، حتي وجنود أمريكيين سقطوا قتلي في حروب الولاياتالمتحدة بالخارج، إذ يشارك أعضاؤها في جنازاتهم وهم يحملون لافتات بشعارات للتذكير بأن الله يكره معهم الجنود القتلي أيضا. وكنيسة "وستبورو ببتيست" هي كنيسة معمدانية مستقلة، لكنها خارجة علي القانون الكنسي العام ومتمردة علي أي طائفة مسيحية معروفة، إلي درجة ان القسيس تيري جونز الذي تراجع أمس الجمعة عن حرق نسخ من المصاحف يستحق منحه جائزة نوبل للسلام اذا ما تمت مقارنته بمؤسسها فرد فلبس، الشهير بكرهه وحقده علي كل شيء تقريبا. وتستمد الكنيسة قوتها من عائلة مؤسسها بالذات، فالعائلة كثيرة العدد في أرنكساس ومتمولة وتقود منذ 20 سنة حملات كراهية لكل شيء لا يعجبها، ومنها اعلانها الفرح بحدوث هجمات 11 سبتمبر العام 2001 في واشنطنونيويورك، لأنها تعتبر ما حدث اشارة لما وصفته بأنه "كره الله للولايات المتحدة". وللكنيسة مواقع عدة علي الانترنت، كل منها مختص بكراهية معينة، ولكنهم يدعون الله في جميعها بأن يزيد من عدد قتلي الجنود الأمريكيين ليصل إلي مئات الآلاف، والي احداث المزيد من الكوارث الطبيعية كإشارة من الخالق تعبر عن كرهه لما يكرهونه، ومن بينه الاسلام كدين وشريعة، لذلك قاموا في منتصف 2008 وأحرقوا عددا من نسخ المصاحف ولكن من دون أي ضجة اعلامية، فبقي اشعالهم النار في المصاحف في حدود علم أعضاء الكنيسة التي عادت وأبرزت علي مواقعها في الانترنت لصور ومقاطع فيديو لعملية أول حرق للمصاحف معروفة من كنيسة أمريكية. وسبب شماتة عائلة فلبس بالجنود القتلي في الروب الأمريكية بالخارج "هو وجود الشذوذ الجنسي في الجيش الأمريكي" علي حد تعبيرهم، لذلك فهم يؤمنون بأن موت الجنود هو غضب الهي واضح يقودهم الي رفع اللافتات بجنازة أي جندي أمريكي قتيل، وفيها يبرزون شعاراتهم وشماتتهم بالقتيل وقادته، ومن الشعارات: "الله يكره أمريكا" أو "الله يكره المخنثين" أو "قوات مخنثة تستحق الموت" وغيرها الكثير. وتكره كنيسة "وستبورو ببتيس" اليهود كجنس وديانة علي كل صعيد، واحد أكبر مظاهر كرههم لليهود برزت في منتصف العام الماضي حين تجمع أعضاء من الكنيسة أمام كنيس "بيث سمتشات تورا" في مدينة وست فيلليج، بولاية كنساس، وهو كنيس اعتاد اللوطيون إليه، وراحوا يهتفون بشعارات علي لافتات كتب عليها :" الله يكره اليهود. و"الله يكره اللوطيين". وغيرها من الشعارات التي يرددونها في كل مرة حلت باليهود مصيبة. من جهة أخري أكد احد المقربين من القس تيري جونز مساء أمس الأول إلغاء خطته لإحراق المصاحف في ذكري اعتداءات 11 سبتمبر. وقال كاي ايه بول صديق القس جونز الذي يقود مجموعة مسيحية أصولية صغيرة تضم حوالي خمسين شخصا في جينسفيل "سأكون واضحا وأؤكد 100% انه لن يتم احراق المصاحف كما كان متوقعا". وفي وقت لاحق، اعلن بول ان جونز توجه الي نيويورك حيث ينوي لقاء الامام فيصل عبد الرءوف الذي يقف وراء مشروع بناء مسجد في مكان قريب من موقع اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك. وكان جونز قد صرح أمس الأول بأنه يأمل في لقاء الامام عبدالرءوف وإقناعه بالتخلي عن بناء المسجد، مؤكدا ثقته بأن اللقاء سيعقد أمس السبت. وأكد فيما اعتبر مناورة من جانب القس المتطرف جونز لا ينوي تنفيذ تهديده بإحراق مصاحف، مقابل عدم تشييد مسجد قرب موقع مركز التجارة العالمي. لكن فيصل عبد الرءوف إمام المسجد سارع إلي نفي أي اتفاق في هذا الشأن. وبعدما وصف خطة احراق مصاحف بأنها "مبادرة مدمرة" دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأول الأمريكيين لعدم الدخول في مواجهات والتحلي بالتسامح الديني. وحذر أوباما مواطنيه من تحركات قد تعرض أمريكيين للخطر ولا سيما الجنود المنتشرين في العراق وأفغانستان.