أحيت الولاياتالمتحدة أمس ذكري مرور تسعة اعوام علي اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في جو من التشنج والتوتر بعد تهديد قس أمريكي بإحراق مصاحف ومطالبته بنقل موقع تشييد مسجد بعيدا عن محيط موقع الهجمات في نيويورك. وتوجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الي مقر وزارة الدفاع (البنتاجون) للمشاركة في احياء ذكري نحو ثلاثة آلاف قتيل ضحايا الاعتداءات التي نفذها متطرفون قاموا بخطف اربع طائرات مدنية. وصدمت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بينما تحطمت ثالثة في البنتاجون في واشنطن وسقطت طائرة رابعة في طريقها في بنسلفانيا. وما زالت الولاياتالمتحدة تحت صدمة هذه الاعتداءات. واحيا هذه الصدمة مؤخرا الاعلان عن مشروع لبناء مركز اسلامي يضم مسجدا بالقرب من الموقع السابق للاعتداءات في نيويورك المعروف ب"جراوند زيرو". وفي مواجهة هذا التوتر الذي يأتي في وقت حساس مع احتفال المسلمين بعيد الفطر، دعا اوباما مواطنيه الي التسامح الديني. وكان أوباما قد تطرق خلال مؤتمر صحفي أمس الأول إلي الجدل الدائر بشأن بناء مسجد في نيويورك بالقرب من موقع الهجمات قائلا إنه يجب السماح للمسلمين بالبناء في أي منطقة يسمح فيها لجماعات دينية أخري بالبناء. وأضاف: إن "هذا يعني أنه إذا أمكن بناء كنيسة في أحد المواقع فيمكن بناء معبد يهودي، وإذا كان يمكن بناء معبد هندوسي، فيجب أن يسمح ببناء مسجد في الموقع". ولم يذكر أوباما صراحة مسجد مدينة نيويورك، لكن تصريحاته هذه أوضحت بيانات سابقة أصدرها بشأن هذا الجدل، والذي أصبح محورا مهما في انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس. من جهته، شارك نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مراسم احياء ذكري الضحايا التي تقام سنويا في نيويورك حيث تتلي اسماؤهم بصوت عال. ووقف الحضور دقائق صمت في الساعة التي صدمت فيها الطائرتان برجي مركز التجارة. اما ميشال أوباما زوجة الرئيس الأمريكي ولورا بوش زوجة الرئيس السابق جورج بوش، فحضرتا مراسم تكريمية لضحايا الرحلة رقم 93 الذين لقوا حتفهم في تحطم الطائرة في بنسلفانيا. وبعد تسعة اعوام علي الاعتداءات، تجري عملية اعادة بناء الموقع الذي لم يعد حفرة عميقة في قلب مانهاتن. ويتم تشييد أربع ناطحات سحاب في الموقع الي جانب محطة كبيرة للقطارات والسيارات. ويفترض ان يتم العام المقبل تدشين البرج رقم 1 الذي سمي اولا "برج الحرية" (فريدوم تاور) وبني 36 من طوابقه ال106 ونصبا لاحياء ذكري الضحايا. وفي مكان البرجين سيقام شلالان وسط حديقة تضم 400 شجرة بلوط زرعت 16 منها حتي الآن. ومن ناحية أخري، قامت الجالية المسلمة في نيويورك بإيقاد الشموع بالقرب من موقع انهيار برجي التجارة العالميين. وقال الإمام فيصل عبد الرءوف زعيم الجالية والمتحدث باسمها "نجتمع لنعلن عن دعمنا لقيم حرية العقيدة والمساواة بين الأديان المختلفة التي نص عليها الدستور الأمريكي". مشيراً إلي أن اللقاء التذكاري يعبر عن "القيم الأمريكية". وأضاف عبد الرءوف أن من بين حقوق الجالية الإسلامية في أمريكا بناء مسجد في مركز الجالية علي الأرض التي تمتلكها في 21 شارع بارك بالاس. وأكد عبد الرءوف القول "نحن نجتمع من أجل الوحدة واحتفالا بذكري (ضحايا 11 سبتمبر) بكل الاحترام وفي إطار سلمي تماما". ومن جانبها، أدانت منظمة العفو الدولية جو "الاضطهاد" السائد ضد المسلمين في الولاياتالمتحدة. وعبر الفرع الأمريكي للمنظمة المدافعة عن حقوق الانسان انها "تشعر بقلق عميق بتزايد المعلومات التي تتحدث عن جرائم ارتكبت ضد مسلمين أو مشاعر معادية للمسلمين". والي جانب التهديد بإحراق نسخ من القرآن، ذكرت المنظمة طعن سائق سيارة أجرة مسلم في نيويورك واحراق مسجد يجري تشييده في تينيسي وتخريب مركز اسلامي في كاليفورنيا. وأضاف: إن "هذه الجرائم تغذي أجواء من الخوف والتمييز والاضطهاد ضد المسلمين"، مؤكدة ان "هذه الجرائم لا مكان لها في مجتمع قيمه هي الحرية والعدالة والمساواة". ودعت المنظمة السلطات الأمريكية الي "اتخاذ اجراءات قوية ضد الهجمات" التي تستهدف مسلمين. وقالت إنه "من الضروري ان تعزز السلطات الاجراءات لضمان حماية اعضاء كل الجاليات بالطريقة نفسها".