كعادة مؤسسات المزاد العالمية منذ بداية الألفية الثالثة بتنظيمها موسم مزاد لكنوز الفن الإسلامي مرتين في العام، تبدأ دار "كريستي" من يوم 5 أكتوبر القادم موسمها الثاني لمزادات الفن الإسلامي. تقدم فيها ثروة من الأعمال والتحف النادرة تصل إلي 400 قطعة فريدة تشمل جميع الفنون الإسلامية وتغطي مدي زمنياً من القرن التاسع إلي التاسع عشر الميلادين، فيما تأمل الدار أن تجني من وراء المزاد أكثر من 8 ملايين استرليني. تبدأ الدار المزاد بخمسين قطعة من المقتنيات الخاصة بالدكتور محمد سعيد فارسي الحاكم الأسبق لمدينة جدة السعودية وهذه المجموعة خير مثال علي الفن الإسلامي التقليدي في مصر في العصر المملوكي والفاطمي بوجه خاص. لعل أبرزها جزء من باب خشبي لا مثيل له تم حفره في مصر في العصر الفاطمي يتميز بالتصميمات الإسلامية والنجمة الهندسية، التي بدأت في العصر الفاطمي واستمرت سمة مميزة للفن الإسلامي علي مدي قرنين، ويتوقع المنظمون أن يتجاوز ثمنها في المزاد 600 ألف جنيه استرليني. وتعد مجموعات المزاد المختلفة خير شاهد علي تطور الفنون الإسلامية والأحداث التاريخية التي مر بها العالم الإسلامي ومنها شمعدان يرجع للعصر المملوكي مطلياً بالذهب والفضة كان مصنوعاً للسلطان أحمد وتشير الدار في بيانها الصحفي إلي أنه أحد حكام تلك الفترة الذي لم يتجاوز حكمه عدة شهور. تقدم الدار أيضاً مجموعة من الأعمال المعدنية منها صندوق فضي للمجوهرات من القرن الثالث عشر، مجموعته شاهدة علي تطورات وأحداث تاريخية في العصر الإسلامي. كذلك تعرض من مجوهرات عائلة "نظام" في حيدر آباد بالهند أهمها طائر ببغاء من عصر حكام المغول وهو من الذهب الخالص ومرصع بالزمرد والعقيق والماس وقد يصل سعره لأكثر من نصف مليون جنيه استرليني، وقد اتسمت فترة حكم المغول باستخدام الأحجار الكريمة والمجوهرات في زخرفة نماذج للحيوانات والطيور وادواتهم الأخري كالسيوف والخناجر. وتقدم الدار أيضاً ثلاثة آثار نادرة تجتذب انظار المتاحف العالمية وهي لوط مكون من باب خشبي مزخرفاً بالعاج ولوحتان تم صنعهما في مصر في القرن الثالث عشر أثناء حكم المماليك ويقدر أن يصل ثمنها لأكثر من 2 مليون دولار خاصة أن الخبراء يعتقدون أنه الباب الوحيد المعروف عن تلك الفترة الذي استخدم فيه العاج لتطعيمه.