23- من أنا في الحساب من أنا في موقف الحسَابِ، إذا نُودي بالانبياءِ والرسلِ ذلك يومٌ يجلُّ عن خطري، فما لمثلي هناك من أملِ هنتُ علي الخالقِ الجليل، فما ينظر في قصّتي ولا عملي 24- دنوّ الأجل سهوتُ، وغرَّني أملي وقد قَصّرتُ في عَمَلي ومنزلة خلقت لها جعلتُ لغيرها شُغُلي يظلُّ الدهرُ يطلبُني وينحوني علي عَجَلِ فأياَمي تقّربني وتدنيني إلي أجلي 25- الأجل الراصد الناسُ من محسنٍ له صفةٌ ومن مسيئِ يكفيكه ماعملهْ والمرءُ ما عاش عامَلٌ نَصِبٌ لا ينقضي حرصه ولا أملهْ يرجو أموراً عنه غائبةً جهلا، ومن دون ما رجا أجلهْ 26- لست إبليس إن لم نمتُ إلي الصبح، وإبليسُ لي في كلّ ما يؤثمنُي خصمُ رأيتُهُ في الجوّ مستعلياً، ثم هوي يتبعُهُ نجمُ أراد للسم استراقاً، فما عتّم أن أَهْبطَهُ الرجمُ فقال لي لما هوي: مرحبا بتائب توبته وهمُ هل لك في عذراء ممكورة يزينها صدر لها فخمُ ووارد جثل علي متنها أسودُ يحكي لونه الكرمُ فقلت: لا، قال: فتي أمردٌ يرتجُّ منه كَفَلٌ فعْمُ كأنه عذراءُ في خدْرها وليس في لَبّتِهِ نظْمُ فقلت: لا، قال: فتي مُسمعٌ يحسن منه النقرُ والنغمُ فقلت: لا، قال: ففي كل ما شابَهَ ما قَلتُ لكَ الحزمُ ما أنا بالآيسِ من عودةٍ منك علي زعمك يا فْدمُ لستُ أبا مرّة، إن لم تَعُدْ، فغيرُ ذا من فعلك الغْشمُ 27- صلاة خاطئ يا رب إنْ عظمت ذنوبي كثرةً فلقد علمت بأن عفوك أعظمُ إن كان لا يرجوك إلا محسنٌ فبمن يلوذ ويستجير المجرمُ أدعوكَ ربّ، كما أمرتَ تضرعاً فإذا رددتَ يدي، فمن ذا يرحمُ مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجا وجميلُ عفوِكَ ثم أنّي مسلمُ 28- الصمت والكلام خلِّ جنبيك لرامِ وامضِ عنه بسلامِ متْ بداءِ الصمت خيرٌ لك من داء الكلامِ ربما استفتحت بالمدحِ مغاليق الحِمَامِ رب لفظ ساق آجا ل نيامٍ وقيامِ إنما السالمُ من ال بجم فاهُ بلجامِ فالبَسِ الناسَ علي الصحَةِ منهم، والسّقامِ وعليك القصدَ، إن القصدَ أبقي للحُمامِ شبت يا هذا، وما تتركُ أخلاق الغلامِ والمنايا آكلاتٌ شارباتٌ للأنامِ 29- الدنيا سكنٌ يبقي له سكنُ ما لهذا يؤذنُ الزمنُ نحن في دارٍ يخبّرُنا ببلاها ناطقٌ لحنُ دار سوءٍ لم يدُم فرحٌ لامرئ فيها ولا حَزَنُ كل حي عند ميتتهِ حظّه من مالِهِ الكفنُ 30- سبحانه سبحان من خلق الخل ق من ضعيفٍ مهينِ يسوقُهُ من قرارٍ إلي قرارٍ مكينِ في الحُجْبِ شيئاً فشيئاً يحور دون العيونِ حتي بدت حركاتٌ مخلوقةٌ من سكونِ 31- يا راكب الذنب لا تفرغُ النفسُ من شغلٍ بدنياها رأيتُها لم ينلها من تمنّاها إنا لننفس في دنيا مولية ونحن قد نكتفي منها بأدناها حذرتك الكبر لا يعلقك ميسمه فإنه ملبسٌ نازعتَهُ اللهَ يا بؤس جلدٍ علي عظم مخَّرقةٍ فيه الخروق، إذا كلمته تاها يري عليك به فضلاً يبينُ به إن نال في العاجل السلطان والجاها مُثنٍ علي نفسهِ، راضٍ بسيرتها، كذبتَ، يا خادم الدنيا ومولاها إني لأمقت نفسي عند نخوتها، فكيف آمن مقت الله إياها أنت اللئيم الذي لم تَعد همّتُهُ إيثار دنيا، إذا نادته لبّاها يا راكب الذنب، قد شابت مفارقه أما تخاف من الأيام عقباها 32- حسن عفو الله انقضت شرتي فعفت الملاهي إذ رمي الشيب مفرقي بالدواهي ونهتني النُّهي، فملتُ إلي العد لِ، وأشفقتُ من مقالةِ ناهِ أيها الغافلُ المقيمُ علي السْهوْ، ولا عذرَ في المقامِ لساهِ لا بأعمالنا نُطيقُ خلاصاً يوم تبدو السماء فوق الجباهِ غير أنّي علي الإساءةِ والتفريطِ راجٍ لحسنِ عفو اللهِ 33- كيف بالعفو من الله كم ليلةٍ قد بتُّ ألهو بها، لو دامَ ذاك اللهُو للاهي حرّمها اللهُ، وحلّلتُها فكيف بالعفو من اللهِ 34- في حضرة الموت دبَّ في الفناءُ سفلاً وعُلوا وأراني أموتُ عضواً فعضوا ليس من ساعةٍ مضت لي إلّا نقصتني بمرّها بي جُزْوا ذهبت جِدّتي بطاعة نفسي، وتذكرت طاعة اللهِ نضوا لهف نفسي علي ليالٍ وأيا مِ تمليتُهنّ لعباً، ولهوا قد أسأنا كلّ الإساءةِ فاللهمّ صفحاً عنّا، وغفراً وعفوا 35- آخر الداء يموتُ مني كل يومٍ شي والجسمُ مني ثابتٌ وحي والمرءُ يبلي نشره والطي وكم عسي من أنْ يدومَ الحي وآخرُ الداءِ العياء الكي