من الواضح أن البوادر تؤكد أن الانتخابات البرلمانية القادمة ستكون أشد ضراوة فيما يخص الانتخابات علي مقاعد المرأة البالغ عددها 64 مقعدًا مخصصة بالكامل لها طبقا للكوتة البرلمانية في دورتها الأولي.. والتي شجعت العديد والعديد من المهتمات بالعمل السياسي في الطموح للوصول إلي كرسي البرلمان في جميع محافظات الجمهورية.. حيث تري كل واحدة منهن في نفسها صورة النائبة البرلمانية. لقد رصدت العديد من الملامح حول شكل هذه الانتخابات من خلال الخبرة الشخصية في تدريب بعض المشرحات لخوض الانتخابات في عدة محافظات «القاهرة والمنيا وأسيوط وسوهاج وأسوان والإسكندرية وسيناء».. ويمكن تحديد هذه الملامح علي النحو التالي: - إن العديد من المرشحات اللاتي أعلن رغبتهن في الترشيح هن في الحقيقة دون المستوي السياسي المطلوب، بل إن بعضهن لا صلة لهن مطلقا بالعملية الانتخابية من قريب أو من بعيد.. والقليل منهن.. يجب دعمهن وتدريبهن للتأهيل لخوض الانتخابات. - إن التحدي الرئيسي للأحزاب السياسية في خوض الانتخابات علي مقاعد الكوتة هو اختيار العضوات اللاتي سيتم الدفع بهن إلي العملية الانتخابية.. خاصة أن الحزب الوطني قد بدأ في اختيار عضواته من خلال معايير عامة للترشيح، ومن خلال المجمعات الانتخابية خلال الفترة القادمة لترشيح من يثق الناخبين فيهن.. خاصة أنها تجربة جديدة سيتم علي أساسها تحديد ملامح المشاركة السياسية للمرأة خلال الربع قرن القادم علي أقل تقدير. - من الواضح.. أن انتخابات الكوتة ستشهد ظهور العديد من الكوادر النسائية الحزبية المتميزة الجديدة بجوار رموز المشاهير من السيدات من أصحاب الخبرات الحزبية.. خاصة أن مجلس الشعب يحتاج إلي مرشحات علي معرفة كافية بقضايا المواطن المصري العادي، وهو علي النقيض من مجلس الشوري الذي يحتاج إلي خبرات علمية متخصصة.. وهو ما سيزيد في تقديري من رصيد شبابات المرشحات. - أعتقد أن الفترة القادمة.. ستحتاج إلي جهود إعلامية منظمة لزيادة الوعي الانتخابي في وسائل الإعلام المتعددة.. خاصة الفضائيات للتأكيد علي أهمية مشاركة المرأة السياسية ودعمها في العمل البرلماني.. وعدم تصدير صورة سلبية للعمل السياسي للمرأة. - إن التحدي الرئيسي للمرشحات في الانتخابات القادمة هي المرأة المصرية نفسها.. والتي تحتاج إلي جهد واضح في الاقتناع بأهمية صوتها الانتخابي.. خاصة في «الكوتة». - علي المرشحات للانتخابات البرلمانية أن يرسمن لأنفسهن صورة النائبة البرلمانية الحقيقية المرتكزة علي أفكار وبرامج الحزب الذي ينتمين إليه.. وهو ما من شأنه أن يرسم لهن صورة سياسية واضحة المعالم أمام الناخبين. إن «الكوتة» هي اختبار مباشر لمدي قدرة المرأة المصرية علي خوض الانتخابات، وإثبات قدرتها علي تمثيل المجتمع بقضاياه وهمومه داخل أروقة البرلمان.. وهو ما سيكون محل تقييم من جميع القوي والتيارات السياسية.