سبب جديد كشفه أهالي مصر القديمة يمنع ترميم المنازل القديمة وبالتالي تعرضها للانهيار فوق رءوس ساكنيها.. هذا السبب هو «روتين المجلس الأعلي للآثار» الذي يهيمن علي علميات ترميم المنازل بالمنطقة.. إلي شهادات الأهالي ومسئول بالآثار. «150» عاما و عمر المنزل الذي يعيش فيه «حامد محمود» -61 سنة- قبل أن يتهدم منذ سنتين ويتحول المنزل ذو الطابق الواحد إلي حجرة واحدة تمتلئ بالشروخ يعيش فيها عم حامد وابنه. منزل «حامد» ليس الحالة الوحيدة في حي مصر القديمة بجواره العديد من المنازل التي تهدمت ويعيش أصحابها داخلها بعد بناء «عشة» تستوعب الأسرة، ومعظم المنازل بالمنطقة قديمة ولا يستطيع سكانها ترميمها أو إعادة بنائها إلا بعد موافقة «الآثار» وهو ما يستلزم إجراءات كثيرة لا يستطيعون إنهاءها، إضافة إلي تكاليف الترميم المرتفعة التي يعجز سكان المنطقة عن توفيرها. «حامد» أجري ثلاث عمليات بالقلب ومعاشه «300» جنيه وبعد أن تهدم المنزل طلب منه العاملون بالحي إخلاء المكان انتظارًا للحصول علي شقة بإحدي المدن الجديدة ضمن الحالات الأكثر استحقاقا، إلا أنه رفض الأمر مبررا ذلك بأن «حبال» الحكومة طويلة ولا يستطيع ترك المكان واستئجار آخر بسبب ارتفاع «الإيجار» وعدم قدرته علي الدفع. وتختلف قصة «مسعد فرغلي» عن سابقه، حيث يعيش منذ ولادته في المنزل الذي صدر له قرار إزالة بعد زلزال «1992» وأخذت أسرته شقة بالنهضة، إلا أنه رفضها وطعن في القرار وما زالت القضية منظورة أمام القضاء. لا يمكن أن أترك بيتي وأنتقل لمكان بعيد مثل النهضة، حيث صعوبة المواصلات ومشاكل مياه الشرب والصرف الصحي وأفضل أن أعيش وأموت داخل البيت، رغم الشروخ الكبيرة الموجودة بحوائطه، هكذا يصر مسعد فرغلي علي البقاء في منزل متصدع ربما ينهار علي رأسه في أي وقت. «ناصر إمام» كان له رؤية مختلفة، فقد حول بيته بعد أن تهدم إلي سوبر ماركت صغير لخدمة السياح الذين يترددون علي منطقة الكنائس السبع و«جامع عمرو». فكما يقول: معظم البيوت الموجودة هنا قديمة فبعضها عمره يتعدي «150» عاما، حيث إنها متوارثة من «جدود الجدود»، وبعد أن تهدم منزلي انتقلت لآخر أملكه في المنطقة نفسها، وفكرت في استغلال المنزل القديم بدلا من تركه كملاذ للحيوانات الضالة وقمت بعمل مشروع صغير يزيد من دخلي.. كما أن عملية البناء مكلفة وأنا لا أملك ما يكفي لها.. كما أنها تحتاج لموافقات من «الآثار» وإجراءات معقدة. التمسك بالجذور «أم ماجد» هي الأخري ورثت منزلها عن أمها التي ورثته عن والديها تقول: هذا المنزل سكنت فيه أجيال متعددة ورغم حالتة المتهدمة إلا أننا لا نرغب في تركه. لكنها تكشف دورا إيجابيا للمجلس الأعلي للآثار وتؤكد أن «الآثار» قامت بعدة عمليات ترميم لكل منازل المنطقة وأعادت دهانها وتجديدها من الداخل والخارج بسبب توافد السياح إلي المنطقة. «يا ريت ياخدوا البيت ويدفعولنا تعويض مناسب أو شقة لكل أسرة».. هكذا قالت لنا «وجيدة إبراهيم»، التي زادت الشروخ في المنزل الذي تسكنه، رغم عمليات الترميم المتعددة. لم يختلف ما قاله سكان مصر القديمة عن رأي رئيس حي مصر القديمة اللواء أحمد علي، فقد أكد أن معظم البيوت الموجودة بالمنطقة قديمة جدا وتم ترميمها أكثر من مرة بمعرفة الآثار لأنها هي التي تصدر الأوامر بالترميم، ويوضح أن البيوت التي تمت إزالتها لا يعاد بناؤها نظرًا لأن المنطقة أثرية ويتم الحفاظ علي شكلها وطبيعتها المعمارية القديمة. وفي هذا الإطار أوضح محسن سيد، رئيس الإدارة المركزية للآثار الإسلامية، أن مصر القديمة من أكثر المناطق التي تحافظ علي شكلها وطبيعتها كمجمع للأديان بها المتحف القبطي وجامع عمرو بن العاص وهما من أهم الآثار طبقًا للقانون حماية للآثار رقم 117 لسنة 1983 . ويعترف بأن «الآثار» تتقدم بنزع ملكية البيوت أو الأراضي الفضاء التي تشوه الأثر بتعويض عادل طبقا لقانون نزع الملكية رقم 10 لسنة 199 . رئيس إدارة الآثار الإسلامية يؤكد إشراف «الآثار» علي عمليات ترميم المنازل للحفاظ علي شكل وطبيعة المكان مؤكدًا عدم السماح لأي فرد بالترميم أو التعلية بعيدا عن إشراف «الآثار».