كعادته يوميا منذ أول الشهر الكريم يصطحب محمد الموظف البسيط نجلته فاطمة «14عاماً» لأداء صلاة التراويح ثم يعود إلي منزله بعد شراء بعض الاحتياجات ثم يبدأ مع أولاده قراءة القرآن، هكذا كان حال الموظف حتي يوم 11 رمضان، حين جلس يتناول الإفطار مع أسرته وطلب من فاطمة أن تأخذ معها سجادة الصلاة بسبب الازدحام الشديد، فأجابته بأنها جاهزة وبعد دقائق معدودة سمع أذان العشاء فاصطحب نجلته فاطمة وذهب وأوصل فاطمة إلي مسجد صغير كن أغلب النساء من الجيران يصلين فيه وطلب من نجلته العودة إلي المنزل في حال تأخره عليها. أدي الأب صلاة التراويح مع ابنته ثم ذهب لشراء السحور وبعض الاحتياجات ولكن قلبه كان غير مطمئن لأنه يحاول الاتصال بابنته فاطمة ولكن هاتفها مغلق. عاد إلي المنزل وجلس يستريح وفجأة سألته زوجته قائلة: هي فين فاطمة يا محمد؟! فأجابها: هي لسه ما وصلتش؟ فقالت: لا طبعا أنا ظنيت إنها معاك، في ذلك الوقت انتابته حالة من القلق والخوف ونزل مسرعا متجها إلي المسجد، لكنه كان مغلقا فطرق الباب وفتح له خادم المسجد وسأله الموظف منذ متي انتهت الصلاة؟ فأجابه: بأنها انتهت منذ أكثر من ساعتين.. تلعثمت الكلمات في فمه وانصرف وتوجه إلي منزل صديقتها المجاور لها وسأل عن نجلته فاطمة، لكنه لم يجدها.. استمر الموظف في البحث عن نجلته في منطقة فيصل حتي أذان الفجر، بينما زوجته تتصل به علي هاتفه كل دقيقة لتخبره بأنها اتصلت بجميع أقاربها ولكنهم أخبروها بعدم وجودها، في ذلك الوقت لم يستطع الموظف السيطرة علي أعصابه وبكي بشدة في الشارع حتي سمع أذان الفجر ودخل أحد المساجد وصلي الفجر وهو يبكي ويدعو أن تكون نجلته بخير.. ثم التف المصلون من حوله وعندما علموا بالأمر طلبوا منه الذهاب إلي قسم شرطة بولاق الدكرور التابع له.. دقائق معدودة ويعود إلي منزله ليشاهد حالة من الحزن والترقب فقد امتلأ المنزل بالجيران والأقارب الذين رفضوا الانصراف حتي يطمئنوا علي فاطمة نجلته. وعندما سألته زوجته قائلة: هي فين فاطمة يا محمد؟ انهار مرة أخري في البكاء وبكي جميع الجيران من شدة الصدمة التي ألمت بهم. أشرقت شمس يوم جديد وأجري الموظف اتصالا بشركته التي يعمل بها وطلب إجازة لظروف عائلية.. لم تستطع العائلة النوم وبدأ الأب في البحث وسط متعلقات نجلته علي أمل الوصول إلي أي معلومة قد تساعده في حل لغز اختفاء فاطمة وكانت الصاعقة! حيث اكتشف 5 أرقام لشباب مدونة بخط يد نجلته فاستجمع قواه وبدأ الاتصال، لكن الهواتف مغلقة. وفي منتصف الليل الثاني أجري اتصالا آخر بأحد الأرقام ليجيب علي الهاتف شاب وبدون ما يدري سأله أين فاطمة؟ وأجابه الشاب فاطمة عندي بس أنا عايز ألفين جنيه صرفتها عليها وقرش حشيش! كان الأمر مثل الصاعقة وأجابه الموظف أنه سوف يعطي له أي مبلغ يطلبه بس يسمع صوت فاطمة! فأعطي الشاب له رقم هاتف محمول آخر وطلب منه الاتصال علي هذا الرقم بعد ساعة، لكن باءت جميع محاولات الأب بالفشل واكتشف أن الهاتفين مغلقين.. وفي فجر اليوم الثالث فوجئ الأب برنة من رقم الشاب فاتصل به وطلب الشاب من والد فاطمة مقابلته في منطقة المرج وهدده إذا أحضر معه أي شخص أو أخبر الشرطة سوف يقتل فاطمة.. وطلب منه أن يكون الميعاد في ال1 ظهرا.. ظل الأب المكلوم يعد الثواني والدقائق وذهب إلي المرج ومعه زوج شقيقته وعندما وصل اتصل بالشاب المجهول وأخبره بأنه في محطة مترو المرج فقاله الشاب: هل أنت في المرج الجديدة أم القديمة ثم طلب منه مقابلته في منطقة الخصوص وبالفعل ذهب الأب ودموعه علي خديه إلي الخصوص وأجري اتصالا بالشاب الذي مارس معه نفس الأسلوب وطلب منه مقابلته في القليوبية وعلي هذا المنوال ظل الأب من مدينة إلي محافظة حتي عاد بخفي حنين. لم يجد الأب محمد سيد -موظف- أمامه إلا قسم شرطة بولاق الدكرور فتوجه إلي القسم وهناك دخل مكتبًا ليجد أمامه العقيد محمد حسين مفتش مباحث الجنوب وحكي له ما حدث فتم تحرير محضر رقم 10557 إداري القسم وتم إخطار اللواء كمالي الدالي مدير المباحث واستدعي المقدم هاني شعراوي رئيس المباحث الأب وسأله هل كانت ترتدي نجلته أي مصوغات ذهبية فأجابه ب«لا»، ثم عاد وسأله هل تدين لأي شخص بأموال أو لك عداوة مع أي شخص فأجابه ب«لا»، وقد أصدر اللواء محسن حفظي مساعد أول الوزير تعليماته بسرعة فك غموض الواقعة وإعادة الطفلة لأحضان أبيها.. «روزاليوسف» التقت الأم التي أكدت أن نجلتها كانت تصرفاتها طبيعية جدا قبل اختفائها وأنها لا تغادر المنزل أبدا إلا مع والدها أو شقيقها، وأضافت أنها مستعدة لدفع حياتها لرجوع نجلتها.