مماطلات إسرائيل.. لكي يكون السلام مستحيلاً خطاب قوي للرئيس مبارك في افتتاح مفاوضات السلام رئيس التحرير يكتب من واشنطن: الدبلوماسية باعتبارها إحدي أهم أدوات السياسة في العلاقات بين الدول لا ينبغي أن تفشل... ولا يجب أن توضع أمامها العراقيل.. لأنه حين تفشل الدبلوماسية فإن هذا يسحب البساط من تحتها يدفع الشعوب وغيرها إلي اللجوء لأدوات أخري.. ليس فيها صالح الاستقرار الإقليمي علي الإطلاق. هذا المعني لابد أن يكون موجودًا في ذهنية إسرائيل وهي تذهب إلي المفاوضات المباشرة التي سعت إليها ودفعت إدارة واشنطن إلي أن تسعي إليها.. وإلي تصويرها باعتبارها سبيلاً للحل وإعلان الدولة والوصول إلي صيغة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. غير أني لا أعتقد أن هذا التصور مطروح في ذهن حكام تل أبيب.. وإلا لكان الكلام الصادر عن نتانياهو عبر عن نوايا طيبة.. ولكان الكلام الصادر عن وزير الخارجية ليبرمان عبر عن توجهات يمكن احترامها.. ولكانت الأفكار التي تطرحها إسرائيل من أجل التفاوض مقبولة. يذهب المعنيون وليس غيرهم إلي عملية تدشين المفاوضات المباشرة في واشنطن يوم الأربعاء.. ولكل منهم دوافعه.. ولكل منهم توقعاته.. ولكل منهم نواياه.. ولكن من الذي يمكن أن يثق في نوايا إسرائيل.. وتوجهات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. سوف يسمع الجميع علي لسان الرئيس مبارك رسالة قوية من مصر.. حول ضرورة السلام.. والإخلاص في التعامل معه.. وتسهيل الوصول إليه بدلاً من التعقيدات المتعمدة.. والمماطلات المستمرة.. تلك التي تستنفد بها إسرائيل الأرض والوقت وحقوق الشعوب.. متجاهلة أنه حين تحبط الشعوب فإنها تلجأ إلي حلول أخري.. أو تدفع إلي ذلك.. وقد حذر الرئيس مبارك من خطورة المماطلات التي قد تؤدي إلي إلهاب الإقليم بالتوتر والعالم بالإرهاب. مصر سوف تتكلم عن مبادرة السلام العربية باعتبارها منهجًا لا تراجع عنه، عرض منذ سنوات سبيلاً للحل، ولم تستجب له إسرائيل بعد، وعن حل قضية اللاجئين في إطار تلك المبادرة، وعن تمسكنا كعرب بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين المستقلة وعن خطاب أوباما في الأممالمتحدة وما تضمنه من مبادئ وعن خطابه (أوباما أيضًا) في القاهرة وما احتواه من معان، وعن حقوق الشعب الفلسطيني التي لا ينبغي أن تهدر عن السنوات الطويلة التي تزرع الكراهية في نفوس الأجيال وينبغي أن نعمل من أجل أن تشعر بالعدل. لكن إسرائيل تذهب دون أن تكون في نيتها إعلان الدولة في خلال وقت قريب.. بل تضع أمام ذلك عثرة وراء أخري، وتركز علي أمرين.. الأول هو يهودية دولة إسرائيل.. والثاني هو أن تحيط بالضفة الغربية منطقة عازلة بعرض عشرين كيلو مترًا تستأجرها إسرائيل من الفلسطينيين لمدة قرن كامل. هذه الأفكار تجعل السلام مستحيلاً، ولا تعبر عن رغبة في الوصول إلي حل، ولكن العرب يريدون سلاما.. ويناقشون كل الأفكار.. حتي لو كانت هذه العراقيل الإسرائيلية.. وأعتقد أن الفلسطينيين سوف يقبلون النقاش حول يهودية الدولة الإسرائيلية بشرط أن تضمن لعرب 1948 حق المواطنة الذي يعطيهم الحق في الخدمة في كل آليات الدولة الإسرائيلية.. وأظن الفلسطينيين سوف يقولون إنهم يمكن القبول بهذه المنطقة العازلة بشرط أن تكون موجودة فيها قوات من الأممالمتحدة أو قوات من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن أو قوات أمريكية.. فهل سوف تقبل إسرائيل هذه الحلول.. أم أنها سوف تصر علي مقترحها الذي يعني أنها تريد أن تحتل الدولة الفلسطينية حين تعلن وتفرض عليها حصارًا أبديًا؟ لابد أن تتاح السبل من أجل السلام، ولابد أن تتاح الطرق الدبلوماسية، ولابد أن تفتح النوافذ للسياسة، ولأفكار رجال الدول.. وليس لمماطلات المعطلين.. فالبدائل شرسة. التفاصيل .. شئون عربية