صرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس حسني مبارك جاء لزيارة فرنسا في طريقه الي واشنطن للمشاركة في إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد السفير عواد في تصريحات له بباريس حرص الرئيس مبارك علي أن يضع الرئيس نيكولا ساركوزي في صورة التطورات الأخيرة للجهود التي بذلتها مصر مع أطراف عديدة لتهيئة الأجواء من أجل استئناف المفاوضات. وشدد عواد علي أن العلاقات المصرية الفرنسية علاقات متميزة, حيث تشهد العلاقات بين الرئيسين مبارك وساركوزي الحرص علي التشاور حول جميع المسائل الإقليمية والدولية, وأوضح أن المباحثات هذه المرة تتركز علي وضع عملية السلام والمفاوضات المباشرة التي ستنطلق في واشنطن, مضيفا أن الرئيسين مبارك وساركوزي دعيا دائما الي استئناف المفاوضات برغم ما أثير من شكوك وتحفظات وتساؤلات حول جدوي هذه المفاوضات وفرص نجاحها. وقال إن مبارك وساركوزي يعتزمان مواصلة الجهود لكي تكلل هذه المفاوضات بالنجاح, مشيرا الي أن المشكلة لا تتمثل في بدء هذه المفاوضات وانما رعايتها من جانب كل الأطراف خاصة الجانب الأمريكي راعي عملية السلام الي جانب اللجنة الرباعية الدولية, وشدد السفير عواد علي أهمية الا تكتفي الولايات المتحدةة باطلاق المفاوضات وانما يتعين أن تحرص علي التدخل لتضييق الفجوة في المواقف بين الطرفين لأنها ستكون مفاوضات صعبة وشاقة. وأوضح السفير عواد أن الموقف المصري يري أن المفاوضات لا تبدأ من فراغ ولا من نقطة الصفر, حيث ان مصر بدأت عملية السلام منذ أكثر من ثلاثين عاما بينما بدأت عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية منذ أكثر من19 عاما في أوسلو, ومرت بمراحل عديدة من المفاوضات بما يجعل لدينا مراحل واضحة لأسس العملية السلمية يعلمها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي, والأطراف الإقليمية والدولية ويتبقي علي الجانبين من خلال المفاوضات أن يضعاها في صيغة اتفاق سلام. وأشار المتحدث الي أن الرئيس مبارك سيلتقي في واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مباحثات ثنائية, ثم يلتقي الزعماء المشاركين في اطلاق المفاوضات المباشرة بعد ذلك في لقاء جماعي يلقي مبارك كلمة يعبر فيها عن رؤية مصر لسبل انجاح المفاوضات وتطلع الشعب المصري والشعوب العربية والاسلامية بل وشعوب العالم لأن تصل هذه المفاوضات الي محطتها النهائية لاتفاق سلام ينهي الاحتلال الاسرائيلي ويقيم دولة فلسطينية وعاصمتها القدس. وحول رفض إسرائيل رفض تجميد الاستيطان قال عواد إننا لا نريد أن نستبق الأحداث وألا نحكم علي هذه المفاوضات بالفشل قبل أن تبدأ, مشيرا الي أن مصر وفرنسا عملتا علي تهيئة الأجواء لتوفير أسباب نجاح المفاوضات, أما اذا فشلت فستكون انتكاسة أخري في عملية السلام وقتها سيكون لكل حدث حديث. وأشار السفير عواد الي أنه ليس من المعقول أن يكون هناك تجميد للاستيطان لمدة عشرة أشهر في أثناء توقف المفاوضات وأيضا في أثناء المفاوضات غير المباشرة, ثم عندما تنتقل المفاوضات الي مباشرة يستمر الاستيطان, مؤكدا أن الجميع يدرك عواقب استمرار الاستيطان علي عملية السلام وعلي هذه المفاوضات المباشرة. وحول قضية الجندي الإسرائيلي الفرنسي جلعاد شاليط, قال السفير عواد إن الجميع مهتم بإطلاق سراحه باعتبار أن هذا الملف أحد أوجه الاحتكاك في العلاقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, مشيرا الي أن الوضع يتصف بالجمود نتيجة إصرار الجانب الإسرائيلي علي رفض القائمة التي نقلتها مصر باسم الفلسطينيين الي إسرائيل متضمنة أسماء الأسري الفلسطينيين, ووضعها للمزيد من العراقيل من خلال اقتراح عدم السماح لبعض الأسري بدخول الضفة الغربية أو ترحيل البعض الآخر الي أوروبا. وحول موقف الفصائل الفلسطينية المعارضة لاطلاق المفاوضات المباشرة, قال المتحدث إن مصر تعلم قبل غيرها أن السلام يتحقق بمفاوضات يجلس فيها أصحاب الحقوق حول المائدة ويطرحون مواقفهم للحصول علي حقوقهم من خلال التفاوض, أما اذا ماطل الجانب الإسرائيلي فعليه ان يتحمل مسئوليته أمام المجتمع الدولي. وأضاف السفير ان الحقوق لايتم الحصول عليها بالوقوف في حالة اللاسلم واللا حرب أو بالعزوف عن التفاوض, مشيرا إلي أنه ليس من المعقول رفض مفاوضات السلام في وقت لاتستطيع فيه أن نأخذ حقوقنا بالمقاومة التي توجع العدو وتضطره إلي ان يغير مواقفه ويتجاوب مع صفقات السلام. وحذر المتحدث من انه اذا لم يقم الشعب الفلسطيني دولته علي اراضي عام1967, مع تعديل طفيف مقبول ومتفق عليه فلن يكتب لهذه الدولة ان تقام أبدا, لان الاستيطان يستمر في ظل مناخ دولي منحاز تماما لاسرائيل فلابد من وضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته للحصول علي الحد الادني الذي يتيح للشعب الفلسطيني ان ينهي الاحتلال ويقيم دولته. كما أشار عواد إلي أن مصر تدرك ايضا ان هناك فرقا شاسعا بين الحالة المصرية والحالة الفلسطينية الاسرائيلية, حيث دخلت مصر مفاوضات كامب ديفيد واتبعتها بمفاوضات جادة لعملية السلام تحدثت خلالها بصوت واحد سواء الجيش أو الشعب أو القيادة السياسية, أما الشعب الفلسطيني فيدخل للاسف المفاوضات منقسما حيث يري البعض أن المفاوضات خيانة, وبينما يري البعض الآخر ان رفضها هو الخيانة. وحذر المتحدث من ان ينتظر الجانب الفلسطيني سنوات أخري طويلة حتي تحين الفرصة وتتزن القوي الاقليمية والدولية بينما تلتهم المستوطنات أرض فلسطينالمحتلة يوما بعد يوما علي نحو يهدد ألا يتبقي من هذه الاراضي مايمكن للشعب الفلسطيني أن يقيم عليه دولته, وقال المتحدث ان الرئيس مبارك سيعلن أن الجدول الزمني لهذه المفاوضات هو عام واحد حيث انها لاتبدأ من نقطة الصفر. مشيرا إلي أن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي كانا عام2000 أقرب إلي التوصل إلي اتفاق سلام بشأن جميع قضايا الوضع النهائي وبالتالي فانه يتعين البناء علي ما سبق عليه حتي مع حكومة إيهود اولمرت.