قال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن مباحثات الرئيس حسني مبارك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم ستتركز علي عملية السلام في الشرق الأوسط والمفاوضات المباشرة التي ستنطلق في واشنطن يوم2 سبتمبر القادم بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال عواد- في تصريحات أمس بباريس- إن الرئيس حسني مبارك جاء لزيارة فرنسا في طريقه إلي واشنطن للمشاركة في إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, مؤكدا حرص الرئيس مبارك علي أن يضع الرئيس نيكولا ساركوزي في صورة التطورات الأخيرة للجهود التي بذلتها مصر مع أطراف عديدة لتهيئة الاجواء من اجل استئناف المفاوضات. وشدد عواد علي أن العلاقات المصرية- الفرنسية علاقات متميزة, حيث تشهد العلاقات بين الرئيسين مبارك وساركوزي الحرص علي التشاور حول كل المسائل الاقليمية والدولية. وأوضح أن المباحثات هذه المرة تتركز علي وضع عملية السلام والمفاوضات المباشرة التي ستنطلق في واشنطن, مضيفا أن الرئيسين مبارك وساركوزي دعيا دائما إلي استئناف المفاوضات رغم ما أثير من شكوك وتحفظات وتساؤلات حول جدوي هذه المفاوضات وفرص نجاحها. وقال عواد إن الرئيسين مبارك وساركوزي يعتزمان مواصلة الجهود لكي تكلل هذه المفاوضات بالنجاح, مشيرا إلي أن المشكلة لا تتمثل في بدء هذه المفاوضات وإنما رعايتها من جانب كل الاطراف خاصة الجانب الامريكي راعي عملية السلام الي جانب اللجنة الرباعية الدولية. وشدد السفير عواد علي أهمية ألا تكتفي الولاياتالمتحدة بإطلاق المفاوضات وإنما يتعين أن تحرص علي التدخل لتضيق الفجوة في المواقف بين الطرفين لأنها ستكون مفاوضات صعبة وشاقة. وأوضح أن الموقف المصري يري أن المفاوضات لا تبدأ من فراغ ولا من نقطة الصفر, حيث أن مصر بدأت عملية السلام من أكثر من ثلاثين عاما بينما بدأت عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية منذ أكثر من19 عاما في أوسلو ومرت بمراحل عديدة من المراحل والمفاوضات بما يجعل لدينا مراحل واضحة لأسس العملية السلمية يعلمها الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي والأطراف الاقليمية والدولية ويتبقي علي الجانبين من خلال المفاوضات ان يضعاها في صيغة اتفاق سلام.وقال إن الرئيس مبارك سيلتقي غدا بالرئيس ساركوزي يعقبه مؤتمر صحفي قبل أن يتوجه الرئيس مبارك إلي واشنطن, مشيرا إلي أن لقاء بين الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الفرنسي سيسبق مباحثات الرئيس مبارك مع ساركوزي. وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إلي أن الرئيس مبارك سيلتقي في واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مباحثات ثنائية أول سبتمبر المقبل ثم يلتقي الزعماء المشاركون في اطلاق المفاوضات المباشرة بعد ذلك في لقاء جماعي يلقي خلاله الرئيس مبارك كلمة يعبر فيها عن رؤية مصر في إنجاح المفاوضات وتطلع الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية بل وشعوب العالم لأن تصل هذه المفاوضات الي محطتها النهائية لاتفاق سلام ينهي الاحتلال الاسرائيلي ويقيم دولة فلسطينية وعاصمتها القدس. وحول رفض إسرائيل تجميد الاستيطان, قال السفير سليمان عواد اننا لا نريد ان نستبق الأحداث.. إلا نحكم علي هذه المفاوضات بالفشل قبل أن تبدأ, مشيرا إلي أن مصر وفرنسا عملتا علي تهيئة الاجواء لتوفير اسباب نجاح المفاوضات أما إذا فشلت فستكون انتكاسة اخري في عملية السلام.. وقتها سيكون لكل حدث حديث. وأشار إلي أنه ليس من المعقول أن يكون هناك تجميد للاستيطان لمدة عشرة اشهر اثناء توقف المفاوضات وايضا اثناء المفاوضات غير المباشرة ثم عندما تنتقل المفاوضات الي مباشرة يستمر الاستيطان, مؤكدا أن الجميع يدرك عواقب استمرار الاستيطان علي عملية السلام وعلي هذه المفاوضات المباشرة. وحول قضية الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الأسير لدي فصائل المقاومة, قال السفير عواد إن الجميع مهتم بإطلاق سراحه باعتبار أن هذا الملف أحد أوجه الاحتكاك في العلاقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي, مشيرا إلي أن الوضع يتصف بالجمود نتيجة إصرار الجانب الاسرائيلي علي رفض القائمة التي نقلتها مصر باسم الفلسطينيين إلي إسرائيل متضمنة أسماء الأسري الفلسطينيين, ووضعها للمزيد من العراقيل من خلال اقتراح عدم السماح لبعض الأسري بدخول الضفة الغربية أو ترحيل البعض الآخر إلي أوروبا.