ينسب إلي فريدرك هيجل الفليسوف الألماني الكبير أنه أول من استحدث أداة للتحليل المنطقي تسمي بالجدلية. لست من علماء المنطق سواء علي المستوي الفلسفي أو مستوي الرياضيات البحتة لكي أقرر إذا كان الفكر الجدلي لهيجل صحيحًا أم هراء كما يقول البعض متأثرًا بكراهية لكارل ماركس الذي استخدم جدلية هيجل لتحليل حركة التاريخ وتأسيس فكره الاقتصادي. علي الرغم من ذلك أجد في المنطق الجدلي لهيجل كثيرا من الجدية وبعد أن أشرح ذلك أريد أن أطبقه علي المشكلة الفلسفية والصراع العربي الإسرائيلي. بتبسيط أكثر من شديد وتلخيص أشد.. جدلية هيجل تتكون من ثلاثة مفاهيم.. مستخدما المصطلحات العلمية باللغة الأصلية:المفهوم الأول هو «التاذة» أي الأطروحة والمفهوم الثاني هو «أنتيتاذة» أي الأطروحة المعاكسة والمفهوم الثالث هو «السنتاذة» أي الأطروحة المركبة. بمعني من المعاني نستطيع أن نلخص ما سبق بأن نقول هناك فكر وعكسه لا يلغي أحدهما الآخر ولكنهما يكونان فكرًا علي مستوي أعلي متكون من الفكر وعكسه دون أن يكون هناك تعارض أو أن الفكر وعكسه يلغي كلاهما الآخر. بهذا التبسيط قد تبدو هذه الفلسفة بديهية ولكنها ليست بهذه البساطة . الحقيقة أن الحياة العملية تثبت لنا أن ظهور التناقضات ليس بالضرورة كارثة بل فرصة جديدة وهو ما نوه إليه استاذ «برتراند رسل» عالم الرياضيات والمنطق الكبير «ويتهد» وهو ما كان أستاذي الكبير «أليا براجوجان» يحرص علي تكراره في مناسبات عديدة. بشكل من الأشكال ومستخدما بعض أفكار الرجل العظيم إدوارد سعيد رحمه الله وكذلك حجة علم اللغة والمنطق والسياسة الأمريكي الأستاذ الدكتور نو مان تشومسكي ممكن أن ندعي أن هناك شعبين لهما أحقية تاريخية علي نفس قطعة الأرض. الشعب الفلسطيني وكذلك الشعب اليهودي جذور راسخة في الأراضي المقدسة منذ عشرات القرون. علي الرغم من ذلك قارن هذه الحقيقة بقوانين وضع اليد علي أي أرض غير مملوكة بمن يفلحها لمدة 30 سنة وكذلك حقوق الملكية من وجهة نظر هجرات الشعوب وتحركاتها عبر آلاف السنين، إذا فعل الإنسان ذلك بالحيدة المطلوبة من أي مفكر وباحث فلابد أن نصل إلي نتيجة واحدة وهي أن كل أراضي فلسطين هي ملك للشعب الذي كان آخر من سكنها منذ ما لا يقل عن ألف عام بأي تقدير وهو الشعب الفلسطيني . ونكمل غدا